كلنا معرّضون للنقص والزّلل، مهما اجتهد الإنسان وسعىٰ نحو الكمال فإنّ الشيطان يجري فيه مجرىٰ الدّم، وإن لم يكن للإنسان استعانة يومية بالله عزّ وجل وتجديد مستمر للنيات واستعاذة من الشيطان فإنه معرّض للزّلل!
أحيانًا نعرفُ أُناسًا طيبين ونزعُم أنهم من أروع الأشخاص الذين عرفانهم في حياتنا، وقد يتركوا أثرًا حيًّا ممتدًا في قلوبنا ويصدُقوا في السّير يومًا معَنا.. ولكن قد يأتي يوم وينقلبُ حالهم إلى أسوء حالٍ لم نكن نتوقّعه، ونشعر بالخيبة تجاههم كيف خذلونا أو تغيروا لنا؟! وقد يصل الحال بهم إلى أن يظلمونا، ونحن الذين كنا نُدافع عنهم ونحاول مساعدتهم وإسعادهم، وهم علىٰ أهون سببٍ خذلونا وأساؤوا الظنّ بنا!
وقد لا يتغيروا علينا، ولكن يتغيروا على أحبابنا فيؤذونهم ويظلمونهم، فنبقى في المنتصف لا نفهمُ شيئًا ولا نفهم تغيّرهم المفاجئ، ولا نعرف كيف نتصرّف.. هل نُسيء الظن بهم، أم نعذرَهم؟ ولكن في النهاية نُشفق عليهم وندعوا الله أن يُصلحهم وُيسامحهم.
وفي المقابل علينا ألا ننسىٰ أننا جميعًا معرّضون لـ اللّحظةِ التي تظهر من خلالها صفاتنا البشريّة أمام الملأ.. فنحن جميعًا يغمرنا سترُ الله وعفوه، ولكن قد يأتي يوم ويُكشف عنا هذا السّتر فنُفضح، والأسوء أن نستمر فلا نرىٰ سُوءًا في تصرّفاتنا!
لذا قبل أن نغترّ بطيبة قلوبنا وحِلمنا وصَبرنا، علينا أن نتذكر أن هذه نِعم من الله عز وجل، وقد يسلبُها في لحظة إن أسأنا الأدب معه جل جلاله ومع عباده، وكما وضع لنا القَبول في الأرض يَقدر في لحظة يقذف فيها بُغض الخلائق لنا، لذا علينا أن نُشفق على أنفسنا قبل أن نُشفق علىٰ مَن حولنا، ونُجاهد في إصلاح نفوسنا، ولا نغترّ.. ولا نتكبّر.. وننكسر بين يدي الله دائمًا ونتواضع لخلقه مهما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ومهما زاد رزقنا وعلمنا.
-سارة كرُّوم.
#كتاباتي