قبل ٥ سنوات تقريبًا كنت أتابع إحدى الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، كنت أتابعها في كل مكان، وأقرأ لها كل مقال، وأشاهد لها كل فيديو، وأسعى جاهدة لمتابعة كل شيء تنشره مخافة أن يفوتني شيء من كلامها، كنت أعتبرها قدوة مثالية لي، وفي الحقيقة لم تضيع هذه السنوات في متابعتها، ويعلم الله أنني استفدت منها استفادة كبيرة في مختلف مجالات الحياة، ونتيجة هذا التأثير الكبير الذي لمَسته من خلال متابعتي لها، صرت أدعو لها، وأحسنتُ الظن بها، وحاربتُ كل من تكلّم عنها بسوء، وسعيت لنشر محتواها أينما حللت وارتحلت، لأنني أردت للجميع تلك الاستفادة التي وصلتني من خلالها بفضل الله عز وجل، ووثقتُ بها لدرجة كان ينعتني بها بعض الأشخاص بالغباء، وأنها شخصية مستغِلة من قِبَل مُتابعيها، ولكنني وُثقت بها بسبب أثرها الكبير في تغيّر شخصيتي للأفضل، وهكذا استمرّيت فترة طويلة في الشَّغف من التّعلّم منها، حتى جاءت تلك اللحظة التي لا أستطيع وصفَها من شدة استغرابي وألمي منها!
تغيّرَتْ.. وتبدّلَتْ.. وأصبحَت شخصًا لا أعرفه أبدًا!
من الغباء أن أعتقد أنني كنتُ أعرفها من قبل، ففي الحقيقة أنا لا أعرفها إلا من خلف هذه الشاشة، ولم تُظهر لمُتابعيها إلا ما أرادت هي أن تُظهره في شخصيتها.. وهذه هي طبيعة السوشال ميديا!
وللأسف حصل سوء تفاهم كبير بيني وبينها، فقامت بحظري من كل مكان دون سابق إنذار!
وكان هذا تصرّف غير أخلاقي تمامًا ولا يُناسبها، فهي التي كانت تُلقي بالمواعظ هنا وهناك..
لم أسيء فهمها رغم ذلك، وحاولت أن أصل إليها وأوضّح لها وجهة نظري، ومع ذلك قامت بحظري مجددًا ولم تتكلّم بشيء سوى اتّهامات كاذبة قامت بالافتراء بها عليّ هي ومَن معها في منصّتها.
تألّمت كثيرًا، وإلى الآن لم أستطع تصديق تصرّفها معي، وما آلمني أكثر أنها لم تحاول فهمي ولا تصديقي، واستمرّت على سوء فهمها!
فكرت كثيرًا.. كيف يمكن لهذه الإنسانة أن تكون ظالمة؟ هل يُعقل؟ .. حينما أتذكر كلامها ومواعظها ونصائحها، لا أستطيع التصديق حقًا!!
في تلك اللحظة تواصلت مع شخص آخر "أخت"، وطلبتُ منها نصيحة.. فقالت كلامًا أثلجت به صدري، وكانت محقة به جدًا، وفهمت بعد ذلك ما الذي حصل، وشعرت بخذلان كبير من خلالها.. وأسأل الله أن لا يتلوّث قلبي بالحقد عليها، فقد ظُلمت من قِبَلها ظُلمًا كبيرًا، وأسأل الله أن يأخذ حقّي منها عاجلًا غير آجل، وأن يُصلحها ويغفر لها ويُعينها على إدراك نفسها قبل أن تُفضح أمام مَن يُحسن الظنّ بها!