رقم 19
أذكر قديمًا أنني تمنيت أن أتزوج بشاعر، لأعنى أنا بوزن القصيدة، وأترك له أمر القافية، فأنا امرأة تحب العبثية والفوضى حتى حينما يتعلق الأمر بحياكة قصيدة.
والآن أدركت أن القافية ليست بالأمر المهم، وأنها لن تقدر أبدًا أن تجمع الأفكار المتناثرة، أو أن ترتب فوضى الروح، أو أن تزيل العناء عمن يقيم في أرجاء القصيدة.
بعد عشرون عامًا ونيف بدت حياتي مدعاة للسخرية، وبدوت في كثيرٍ من الأوقات غبية.
أجد الآن أنني ممتلئة المبادئ المتهدمة التي تخليتُ عنها في رحلة الوعي، لأتيقن الآن أنني كنت أستميت في الدفاع عن العدم، وكثيرٍ من الأحزان التي لم تتخلى عني رغم كل ما بذلتُ من ضحكات.
دائمًا ما كنت أجدول البوح ضمن آخر الخيارات في قوائم الحلول، كما انني لم أبح أبدًا بالحكايات كاملة، بل كنت أقتطع الأجزاء التي تجعلني أبدو مثيرة للشفقة.
وعزائي أن الله حباني من الإيمان والعزيمة ما يعينني على أن أحافظ على ورد من القرآن كل يوم، ولأحارب برودة الشتاء عند الوضوء لصلاة الفجر.
وعزائي أيضًا أنني لم أزيف شعورًا يومًا ما، ولم أسعى مطلقًا لنيل حب مصطنع؛ أو البقاء تحت لواء حميمية مُدعية.
#الاء_مالك