يتسابق الصّادق مع نفسه، ينافسها ألفًا ويغلبها ألفًا، تدور معارك النَّفس دون عين أحد! حربٌ بينه وهواه، سِجالٌ خَفِيّ، وصِدقٌ يُكابِدُ صاحبه! له في السِّرّ أسرار، وفي الظِّلّ أقمار، هادئ الوجه، مشتعل الرّوح، يستَظِلُّ بإخلاصٍ يُؤدّبه، وصدقٍ يُهذّبه!
يتّكئ على عُمق سجدته، سَلواهُ دفءُ دمعته، قُرّة عينهِ أُمّته، شابَ شبابُه، وقَلّ سرابُه، يعلم الوجهة، يسيرُ بدبيبٍ هادئٍ، وسكينةٍ غالية، يدفع لله عُمرًا، وللجنّة مهرًا، وما زال يُحاول!
جاء في الحديث أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكثر من مرة : مَتَى السَّاعَةُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فقالَ له رسول الله ﷺ: ماذا أعْدَدْتَ لها
ليس المهم أن تعلم متى الساعة فهي قادمةٌ قادمة المهم أن تنظر لحالك ، هل أنت مستعدٌ لها هل أنت متجهزٌ لها ، هذا هو المهم
⬅️قد كثر الحديث اليوم عن المعركة القادمة متى ستحدث…… وأين….. وكيف ليس المهم أن تعلم متى المعركة فهي قادمةٌ قادمة المهم أن تعمل لتكون جاهزاً لها ، وأن لا تكون لقمة سائغة للعدو و أن تكون قد تجهزت لها إيمانياً وعسكرياً و فكرياً وعقدياً وإلا ما فائدة معرفتك إذا لم تكن قد تجهزت؟!!
سيدفع ثمناً غالياً حتى يدرك أنَّ "الحياة أطول بكثير من دقائق الإصدار" وأنَّ "الدنيا أوسع بكثير من حدود المعسكر وساحة التدريب ونقطة الرباط" وأنَّ "الموت في سبيل الله يحتاج إلى حياة في سبيل الله"، لا بد من خوض تلك الجولة ودفع ذاك الثمن حتى يتعلم درساً مهماً، أعظم درس يتعلمه في حياته، وهو أنَّ الله يريده عبداً خالصاً له، في كل أطواره وأحواله، في المواقف والأماكن والظروف التي يريدها الله له، وليس التي يريدها ويحبها هو لنفسه...