خيرُ ما نبدأ به سلسلة الأمثال، قول خير الورى قاطبة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الّذي غدا مثلاً يُضرَب لحسن البيان، ولم يأتِ قبله ولا بعده من كلام البشر مثله:
«إنّ من البيان لسحراً»
قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين وفد عليه عمرو بن الأهتم والزّبرقان بن بدر وقيس بن عاصم، فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عمرو بن الأهتم عن الزّبرقان
فقال عمرو: إنّه مطاع في أدنيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره.
فقال الزّبرقان: يا رسول الله، إنّه ليعلم منّي أكثر من ذلك، ولكنّه حسدني.
فقال عمرو: والله يا رسول الله إنّه لزمر المروءة، ضيّق العطن، حديث الغنى، أحمق الوالد، لئيم الخال، وما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الأخرى، ولكنّي رجل رضيت فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«إنّ من البيان لسحراً»
فشبّهه _عليه الصّلاة والسّلام_ بالسّحر لحدّة عمله في سامعه وسرعة قبول القلب له، ولأنّ البليغ يبلغ ببيانه ما يبلغ السّاحر بلطافة حيلته في سحره.
ويستعمَل هذا القول الشّريف عندما يريد الشّخص أن يعبّر عن استحسانه للمنطق وإيراد الحجّة البالغة في أمرٍ ما عن طريق البيان.
#أمثال_العرب