إذا تعقّبتَ الأمورَ كلّها فسدت عليك، وانتهيتَ في آخر فِكرتك باضمحلال جميع أحوال الدّنيا إلى أنّ الحقيقة إنّما هي العمل للآخرة فقط؛ لأنّ كلّ أملٍ ظفرت به فعقباه حزن، إمّا بذهابه عنك وإمّا بذهابك عنه، ولا بدّ من أحد هذين السّبيلين، إلّا العمل لله عزّ وجلّ فعقباه على كلّ حال سرور في عاجل وآجل.
أمّا في عاجلٍ: فقلّة الهمّ بما يهتمّ به النّاس، وأنّك به معظّم من العدوّ والصّديق،
وأمّا في الآجل: فالجنّة.
_ابن حزم.