رويَ عن مُعاويةَ بنِ عمرٍو الأزديِّ قال:
حدَّثني بعضُ آل بني طالب قالَ:
حبَسني الرّشيدُ، فأُدخلتُ إلى موضِعٍ ضيّقٍ فيه ستّة رجال محبوسون، وكان ذلك في اللّيل.
فرقدتُ ورأسي على ركبتيَّ، فرأيتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد حرَّكني بيده، وقالَ لي: يا فُلان، ما لك مغمومٌ؟
قلتُ: يا رسولَ الله
إنّا في الحبس، وفي موضعٍ ضيِّقٍ، ولا أدري ما يُراد بي.
فقالَ لي: أفلا أعلّمُكَ دعاءَ الفرَج؟
قلتُ: بلى يا رسولَ الله.
قالَ: قُل: يا سامعَ كلِّ صوتٍ، ويا سابقَ كلِّ فوتٍ، ويا مُحيي العظام وهي رميمٌ بعدَ الموتِ، صلِّ علىٰ محمّد وآل محمّد، وأغِثْني وفرِّجْ عنّي ما أنا فيه، بلا إله إلّا أنتَ، عليكَ توكّلتُ وأنتَ أرحمُ الرّاحمين.
قال: فاستيقظتُ ودعوتُ بها؛ فلمْ ألبث أن فُتحَت الأبوابُ، وجاءني رسولُ الرّشيد، فمضى بي إليه، ودخلتُ عليه وهو في فراشه، بين يديهِ شمعةٌ صُبحِيَّةٌ.
فقالَ لي: ويحَك، ما لي ولك؟
النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم منذُ اللّيلة يأمرُني بتخليتك، امضِ لسبيلك.
فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين إنَّ لي في الحبس ثياباً أفأرجعُ وآخذُها؟
قال: نعم.
قال: فسرتُ إلى الحبس، وعلَّمْتُ السّتّةَ الرّجال الّذين كانوا معي الدّعاءَ وخرجتُ.
فلا والله ما صلَّيْتُ الجُمُعة إلّا وهم معي في المسجد الجامع.