يا راحلاً إنْ شاءَ قلبي أم أبى
أحسبتَ أنّ لهيبَ صدري قد خبا
يا ملجأ الأحلام إنْ ذُبِح الكرى
ومحطة الأيّام إن فات الصّبا
عاقَبتَني بِجِنايَةٍ لَم أَجنِها
ظلماً أكان العشقُ يوماً مُذنِبا
وأردتُ لو أبدي لذلك توبةً
فأضعت دربي لم أجد لي مهربا
إن كنتُ في عينيكَ أبحر هائمًا
فاعذر جنوني إنّ طرفَكَ قد سبى
وأنا الّذي خالفتُ كلّ مؤنّبٍ
في حبّكَ العذريّ لام وأنّبا
ما جرّبوا الوجد الذي يكوي وهلْ
مَنْ لم يجرّب مثل من قد جرّبا
لكَ أن تغيبَ ولي ترقّب موعدٍ
حتى وإن طال الغيابُ وغرّبا
فلئن هفوتُ لأهفونَّ تمنّعاً
ولئن سكنتُ لأسكننَّ تجنّبا
وأرى عذاب الحبّ في صبواته
عذباً ولو جرَح الفؤادَ وعذّبا
الحبّ يولدُ من نسيمات الندى
والروض من خدّيكَ ورداً أنجبا
إن ضنّ وردكَ أن يجود بعطرهِ
من يلهب الأنفاس في صدر الربى
نضال حجازي