-
كَمّ مرةً شَعرتَ ، وأنتً مُنخرِطٌ في بُكائِك ، أنّ الأصوات خُلِقت للغِناء.. لا لِلحَشرجة! كم مرّةً شعرتَ وأنتَ في مُنتصِف الرِحلة؛ أن الدرُوبَ لا تتطلَّب عُبورًا.. بل رَقصًا!
ألم تُراودك رغبة، ولو لِمرّة ، وأنت تغسِل وجهك صباحًا ، لو أنّك إتّخذتَ من غبش المرايا مخبأ ؟
تختبئ
ساعةً
عن وعيِك
وصوابك
ترَى أفكارك
بِكُل ما فيها من رَهَق
حبيسَة الواقع
وأنت!
"كَم أنتَ مَنسيٌّ وحُرٌ في خيالك!"
هل تعرِف ما معنَى
أن تنساكَ أفكارك
تسبَح في فضاءٍ وحدها
وتترُك عقلك
لِرهافةِ اللحظة!
تُحرّرهُ.. وتنسَاه
صوتُ المُنبّه عِندَ السابِعة
عجلةُ اليومِ وهيَ تبدأ في الدوران
أوراق.. محابِر
الكثير من المُنبّهات
آلام الرِفاق،
بردُ الليالِي
حُزن البِلاد
أفراحُها الصاخِبة
أحمَر شِفاه..
حذاءُ سندريلّا
نبيلُ الحكايات
أضغاثُ أحلام!
كُل هذهِ الأفكار.. كُلها، وأكثَر، تُحرِّرُكَ من عِبء وجُودها، وتنساك
لتعيشَ من أجلِ اللحظة، لا من أجلِ ما سيكُون.. وكيفَ ومتى وأين؛ سيكون!
لا أدري إن كُنتَ تفقَهُ ما أقُول، لكنِّني أعنِيه، وأُعانِي إستحالتهُ، أنا أعرِف ما معنَى أن يكون الصفوْ في قلبِك، أُمنيَة؛ وفي رأسِك مآذِن وأجراس وترانيم تطُوف.. أعرفُ معنى "لا يُوجد وقت" رُغم أنّ اليومَ في أوّلِه.. والعُمر في أوّله؛ فقَط لأن العقل صدِءٌ بأفكارٍ تنام وتصحُوا فيهِ بِلا حِراك، لأنّ القلب مشدوهٌ عن كُل ماهُو آنِي.. بِكُل ماهُو محضُ خُطّة لِغد، أو ذِكرى لن يُغيِّر إستحضراها عُقب كُل نَدَمٍ فداحةَ ما جرَى! أنا صباحٌ باكِر -وأعرِف كيفَ تتسرُّب الدقائق ، لحظةً بِلحظة ، مُفرّغةً من أيِّ شعُور، من بين أصابِع اليَوم- لِتجد أنَّ ليلَك قد حَان.
كم مرّةً شعرتَ أن عليكَ، وسَط كُل هذهِ المهَام، وخارِطة الغدِ المأمُولة، أن تترُك كُل شيء.. كُل شيء -حالًا- وتركُض، مُسِّلمًا، لحقيقةٍ واحِدة: أن الحياة لا تُرسَم، بَل تُعاش.
#رُوسيال