قال ابن القيم رحمه الله
أَفهام الصحابة رضي الله عنهم فوق أفهام جميع الأمة وعلمهم بمقاصد نبيهم صلى الله عليه وسلم وقواعد دينه وشرعه أتم من علم كل من جاء بعدهم
لا إله إلا الله شجرة السعادة إن غرستها في منبت التصديق ، وسقيتها من ماء الإخلاص ، ورعيتها بالعمل الصالح ، رسخت عروقها وثبت ساقها واخضرت أوراقها وتضاعف أكلها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
وإن غرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق وأسقيتها بماء الرياء والنفاق وتعاهدتها بالأعمال السيئة والأقوال القبيحة وطفح عليها غدير العَذِر ولفحها هجير هجر ، تناثرت ثمارها وتساقطت أوراقها وانقشع ساقها وتقطعت عروقها ، وهبت عليها عواصف القذر ، ومزقتها كل ممزق وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
لما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته، سأل أن يكون ذهابها بالقرآن، فإنها أحرى ألَّا تعود، وأما إذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد، فإنها تعود بذهاب ذلك .