عن مِسْمَع بن عبدالملك كِرْدين البصريّ « قال : قال لي أبو عبدالله عليهالسلام : يا مِسْمَع أنت مِن أهل العِراق ؛ أما تأتي قبر الحسين عليهالسلام؟ قلت : لا؛ أنا رَجلٌ مشهورٌ عند أهل البصرة ، وعندنا مَن يتّبع هوى هذا الخليفة ، وعدوّنا كثير مِن أهل القبائل مِن النُّصّاب وغيرهم ، ولستُ آمنهم أنْ يرفعوا حالي عند ولد سليمان[١]فيُمثِّلون بي[٢]، قال لي : أفما تذكر ما صنع به؟ قلت : نعم ، قال : فتجزع؟ قلت : إي والله وأستعبر لذلك حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ فأمتنع مِن الطّعام حتّى يستبين ذلك في وَجهي ، قال : رحِمَ الله دَمعتَك ، أما إنّك مِن الَّذين يُعدُّون مِن أهل الجزع لنا ، والّذينَ يَفرحون لِفَرحِنا ويحزنون لِحُزننا ويخافون لَخوْفنا ويأمنون إذا أمنّا ، أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملكَ الموت بك ، وما يلقّونك به مِن البشارة أفضل ، ولملك الموت أرقّ عليك وأشدُّ رَحمةً لك من الاُمّ الشّفيقة على ولدها ، قال : ثمَّ استعبر واستعبرتُ معه. كامل الزيارات ص٢٠٣
[١] يعني سليمان بن عبدالملك ، والمراد ولده حاكم الكوفة. [٢] مثّل بفلان أي نكّله ، وصنع به صنيعاً يحذّر غيره.
الصادق عليه السلام سئل عن أبي بكر وعمر، فقال: كانا إمامين قاسطين عادلين، كانا على الحق وماتا عليه، فرحمة الله عليهما يوم القيامة، فلما خلا المجلس، قال له بعض أصحابه (3): كيف قلت يا بن رسول الله؟!. فقال: نعم، أما قولي: كانا إمامين، فهو مأخوذ من قوله تعالى: * (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) * (4)، وأما قولي قاسطين، فهو من قوله تعالى: * (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) * (5)، وأما قولي عادلين، فهو مأخوذ من قوله تعالى: * (الذين كفروا بربهم يعدلون) * (6)، وأما قولي كانا على الحق، فالحق علي عليه السلام، وقولي: ماتا عليه، المراد أنه (7) لم يتوبا عن تظاهرهما عليه، بل ماتا على ظلمهما إياه، وأما قولي: فرحمة الله عليهما يوم القيامة، فالمراد به أن رسول الله صلى الله عليه وآله ينتصف له منهما، آخذا من قوله تعالى: * (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: " صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " قال: شيعة علي عليه السلام الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام لم يغضب عليهم ولم يضلوا.
🔴اتخوف عليكم البرزخ: روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: لكني والله أتخوف عليكم في البرزخ، فقال الراوي: وما البرزخ؟ قال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة.
الإمام الباقر (عليه السلام) - لجابر الجعفي -: يا جابر! بلغ شيعتي عني السلام، وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له، يا جابر! من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا
قيل للصادق عليه السلام: على ما ذا بنيت أمرك؟ فقال: على أربعة أشياء: علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت، وعلمت أن الله عز وجل مطلع علي فاستحييت، وعلمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت، وعلمت أن آخر أمري الموت فاستعددت.