يوم الجمعة في غزة، تذكير أسبوعي لأهلها -فوق التذكير اليومي- بما كانوا عليه قبل شهور من الآن، رغم الحصار والكرب، فقد كانوا أعز الناس، وأقرب الناس للناس، يوم تكتسي غزة ببياض الجلابيب لا الأكفان، وبتكبيرات الإقامة لا الجنازة، وبجَمعات الخروج لا النزوح، وبأمسيات الحدائق لا الخيام، وبرائحة الطيب لا البارود.
..
غزة تلك المدينة التي تحسب كل يوم فيها الجمعة، من جمالها الخالص، وحبها الدؤوب، ووجهها الصبوح، ولسانها الذاكر، وقومها الحفاظ، وشبانها العابدين، وفتياتها الماجدات، وآلها من نسل هاشم، جد رسول الله، فكان الجمعة يوم إيواء الخلق إلى الكهف، وكان كهف غزة نفسها.