أعتقد السرّ المحتّم وراء متانة أي علاقة هو الوعي!
ينبغي على المرء أن يكون محتفظاً بقسطٍ من الوعي، يؤهّله للدخول بأي علاقة وكسب نجاحها.
والعلاقة هنا لا أقصد بها علاقة الحبيب بمحبوبه وحسب! وإنّما أوّل علاقة يدخل بها المرء هي مع أبويه.
عليه أن يكون مدركاً لدوره كابن، وماذا يتوّجب عليه في هذه العلاقة اليوم.. وإلى أي مدى ستوصله غداً.
ثم يترتّب عليه علاقاته بأقرانه وجيرانه، وإن لم يكن وعيه مفعّلاً آنذاك سيخسر كثيراً، ويحصدُ أمراض نفسيّة، لا فِكاك للنجاة منها.
وتخلّف في ذاكرته ماضٍ قاسٍ وطفولةٍ متعبِة،
ومراهقة شاقّة.
حتّى علاقته بإلهه..!
إن لم يكن واعياً لرتبة العبد ومكانة الألوهة بجوفه
فالحس الباطنيّ سيكون متزعزاً جداً، والكُفر بمسلّماته سيغدو سلوكاً مستساغاً للغاية.
لا يمكنني كأنا أن أطلب الرزق من الله، وأخصّ الرزق هنا 'بمنتهى أشكاله' إن لم أكن قد أدّيتُ فروضي، وأمرتُ بالمعروف ونهيت عن المنكر
أشعر بحرجٍ شديد، إن أسأتُ بحقُ الله وأذنبتُ بحقّ نفسي ثم طلبتُ منه تيسيراً وتوفيقاً.
وأعي جيّداً أن تأدية هذا غير مرتبط دائمًا بقبول ذاك، لأنّ الله يمدّ الذين لا يؤمنون أيضاً ليستدرجهم من حيث لا يعلمون.
لا أحبّذ التشعّب بالموضوع كثيراً، لكنني مدركة أنّ العبد اللحوح لا اللجوج قريب من ربّه أشدّ القرب.
وأقيسُ على هذا المنظور
العلاقة بالعائلة، أراني غير قادرة على طلب ما أريدُ
وأنا لا ألبّي رغباتهم كابنة أو كصبيّة مكلّفة على أقلّ تقدير.
الصبية المتفهّمة التي تدرك جيّداً متى تتكلّم ومتى تصمت متى تشارك ومتى تتمنّع
واعية لكلّ هذه الثنايا، ومدركة ما يخفيه أي قرار متخذّ بلحظة آنية.
متفهّمة لنظرة الأب ودور الأم، ولنظرة المجتمع وآراء النّاس.
حتّى علاقتي بزوجي مستقبلاً
قائمة أنّي زوجة وعليّ أن أعي ما يترتّب عليّ خلف هذه الرتبة، لأجني محصولاً عائلياً محبّاً
وأخفف من المشاحنات التي تعكّر صفو أسرتي، وأطلب ما أريد باللحظة التي أريد..
لأضمن سقف كفايتي، صلاح بالي وأمري.
فالوعي اليوم لُبنة جوهريّة، تتمحوّر بأساس أي علاقة، لتؤسس صرحاً عالياً لا يهمّه التغيّرات الجويّة مهما اشتدّ إعصارها أو هاجت حرارتها.
🌀#أصالة_برازي