ترى أيُّ شيءٍ تبقى لنا ؟
لماذا مشينا بكلِّ اتجاهٍ
ولم نمش ، لو مرةً ، نحونا !
تراك تميِّز طعم الفصول
إذا نمتَ في وسط البوصلة ؟!
تراك تحسُّ بلون الرياحِ
إذا كان جسمك صندوقَ شمعٍ
ووجهك نافذةً مقفلة ؟!
تراك تراقب أوركيدة العمر
في غسقٍ غارقٍ في الهواجسِ ،
تغسل صوتك في جدولٍ غمست
فيه بنت الرؤى رجلها ..
وطفت فوقه الروح
نرجِسةً مستحيلة !
تراك تحمّست يوماً لتختار
أطول سنبلةٍ في الحقول ..
وتحملها مثل فرشاة رسمٍ ..
وتعبر فوق المساء ..
وفوق الكلام ..
وفوق القبيلة !
تراك اتكأت على خصر أنثى ،
ونمتْ ..
وكان من النور أن بايعتكَ
النجوم نبياً لها ..
واعتذرتْ !
تراك تخيلت يوماً جمالاً كبيراً ..
وكانت عيونكَ أضيق مما تخيلت
فانسكب الماء منها ..
تراك سعيت لأنبوبة الأغنيات
التي تنتهي بالغيوم ،
وكنتَ مهيضاً بفرحك ..
فابتعدت خطواتك عنها !
لأنك من سطوة الحزن
لا تستطيع التآلف مع
حالة واحدة !
…………………….
…………………….
آسفْ !
هذيتُ طويلاً !
ولا شئ متَّسقٌ مع دروب الخواء !
هنا كلُّ سهمينِ عكس اتجاهيهما
يرحلانِ ..
كأن الصداع .. غريزة !
ومنحنياتُ انطفائي تكنِّسُ
في النفس حلم الرضا ،
والممرَّ العريقَ ،
وتطفئ نار الطموحِ المهيبة !
.
.
.
.
.
أغْلقْ حنيني وراءكَ ..
وارحل .. لعلي أنامْ
لقد نزفتني إلى الموتِ هذي القصيدة !