Смотреть в Telegram
الفرق بين الأخلاق التضحويّة والأخلاق المصلحيّة والمراد بـ(الأخلاق التضحويّة) أن يراعي الإنسان القيم والأخلاق ـ من عدم الاعتداء على الآخرين، والإحسان إليهم، والوفاء بالعهد، والعفاف، ونحوها ـ لانجذابٍ إليها، وليس من منطلق تحصيل مصلحة شخصيّة أو اجتماعيّة في هذه الحياة، مثل أن يُمدح من قبل الناس ويُجازى مجازاة مادّيّة٫ كما أنّ المراد بـ(الأخلاق المصلحيّة والأنانيّة) ما يكون تجمّلاً محضاً غايته جلب المصالح الشخصيّة، وتحصيل مزيد من المنافع والإمكانات، نظير الأخلاق التجاريّة التي تكون الغاية منها جلب الزبائن، وتشويقهم إلى الشراء، وزيادة الربح التجاريّ، فلا يكون للأخلاق معنى إلّا بالموازنة المادّيّة بين العناء وبين المردود المادّيّ٫ وعليه فإنّ من شأن عدم الاعتقاد بالدين أن يسوق إلى الاعتقاد بأنّ الأخلاق التضحويّة تبدو مثاليّة غير ذات معنى ولا غاية؛ إذ المرء معدوم لا محالة، فالمهم أن يسعد بحياته ما استطاع، ولا معنى لتجنّب الاعتداء، والعناية بالإحسان للغير، ورعاية العفاف ونحو ذلك، من غير مردود مادّيّ يأمل فيه أو ضررٍ مادّيّ يتوقّاه، بل هذا ضرب من الجهل والعبث، أو نوع من الضعف والقلق النفسيّ، أو هو ناشء عن التوهّم والأفكار الخاطئة٫ وهذا النحو من التفكير في شأن الأخلاق يؤثّر ـ بطبيعة الحال ـ في التوجّهات القانونيّة والاجتماعيّة والسياسيّة؛ لأنّ الأخلاق هي التي تضبط إيقاعات الحياة الإنسانيّة في نظمها ونظامها٫ وقد توصّل جماعة من علماء الطبيعة وفلاسفة الغرب فعلاً إلى هذا الانطباع عن الأخلاق، وانعكس ذلك على توجّهاتهم في المجالات المذكورة٫ وليس المقصود أنّ كلّ من لم يؤمن بالدين فهو يؤمن بهذا المنهج بالضرورة بل المراد أنّ من شأن عدم الاعتقاد بالدين أن يؤدّي أو يساعد على اختيار هذا الاتجاه في فلسفة وجود الإنسان وغاياته وأخلاقه٫ وإن كان بعض من لا يعتقد بالدين قد لا يلتزم بهذا الاتجاه اندفاعاً من الفطرة الأخلاقيّة السليمة أو تأثراً بالتربية الدينيّة الأخلاقيّة أو البيئة الاجتماعيّة التي لا تزال تحمل آثار تلك التربية. [المصدر] السيد محمد باقر السيستاني، الأنباء الثلاثة الكبرى في الدين"وجود الإله": ص13، 14.
Love Center
Love Center
Бот для знакомств