Смотреть в Telegram
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي إن العباد إذا نزلت بهم الشدائد فإنهم سرعان ما يقنطون، والله جعل لكل أجل كتاباً، وجعل لهذا الهم نهاية، ولهذا الكرب تفريجاً، ولكن العباد يستعجلون، وكتب عمر إلى أبي عبيدة يقول: "مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسر يسرين". وهذه سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيها شدائد، وأهوال، وكرب، وهموم، وهذه عائشة رضي الله عنها: لما نزل بها من الضيق الشديد عندما اتهمها المنافقون، وردد ذلك معهم الذين لم يعوا الأمور من المسلمين، ولم يتثبتوا فيها، فاتهموا تلك المسلمة العفيفة، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها قد وقعت في الفاحشة وهي منها بريئة، فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليها فلا يكلمها، ولا يتلطف معها كما كان يتلطف، واشتعلت الفتنة من حولها، والألسن تلوك في عرضها وهي البريئة، حتى بكت الدموع أياماً متواصلة، حتى انقطع دمعها، وكان لا يأتيها النوم، ثم جاءها فرج الله بتبرئتها من فوق السبع الطباق، وفرج الله همها، وأذهب كربها، وهؤلاء الثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذين خلفوا، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، بعد أن عزلهم الرسول عليه الصلاة والسلام عن المجتمع المسلم، حتى نزل فرج الله  بالتوبة عليهم، فوسع الله عليهم بعد أن كانوا في ضيق، ونفس عنهم بعد أن كانوا في كربة.، بل إن رحمة الله واسعة تشمل الكافر لو كان في كربة عندما تنزل به إذا شاء ربك أن يفرج عنه، روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها: أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها، فكانت معهم، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، فكانت لها خباء في المسجد، أو حفش: وهو البيت الصغير في ناحية من نواحي المسجد، قالت عائشة: "فكانت تأتيني وتتحدث عندي، فلا تجلس مجلساً عندي إلا قالت: ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني فقلت لها: ما شأنك، لا تقعدين معي مقعداً إلا قلت هذا؟" قالت: خرجت جويرية – يعني صبية – لبعض أهلي، وعليها وشاح من أدم، (هذه القصة في الجاهلية)، قبل أن تسلم هذه المرأة، كانت خادمة معهم، فخرجت صبية من أهلي، من الأهل الذين كانت تعيش معهم هذه الخادمة، وخرجت معها خادمتها، وكانت لهذه الصبية، كان عليها وشاح من أدم – من جلد – وفي طريق من أنه أحمر من سيور، فوضعته هذه الصبية أو وقع منها، فمرت به حديات، -الحدأة- فحسبته لحماً، فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، جاء أهل البنت الصغيرة فبحثوا عن الوشاح فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به -اتهموا هذه الخادمة- فطفقوا يفتشون، فعذبوني، وأنا في كربي إذ مرت الحديات حتى وازت برؤوسنا فألقته، قال: فوقع بينهم فأخذوه، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به زعمتم، وأنا منه بريئة . وهو ذا هو، ثم كان من أمرها بعد ذلك ما كان من إسلامها، فتأمل حال تلك المرأة المسكينة، ولو كانت كافرة، كيف لما نزل بها الكرب فعذبت، تداركتها رحمة الله بحادثة عجيبة ليست بمعهودة أن يأتي ذلك الطائر فيلقي بالقطعة التي خطفها. والله لطيف بعباده، لطفه واسع، ورحمته واسعة، فإنه ينقذ العباد من الضيق، ولو كان في أعتى صوره، ولا يتخلى سبحانه عن المخلوقين، وهذه القصة التي نسوقها ذكرها القاضي بهاء الدين بن شداد رحمه الله، في كتابه: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، -وهو كتاب يحكي تاريخ معارك المسلمين بقيادة صلاح الدين مع النصارى- قال رحمه الله: في وقعة الرمل الذي على جانب عكا، يقول: "ومن نوادر هذه الوقعة أن مملوكاً كان للسلطان يدعى سراسنقر وهو من المسلمين، وكان شجاعاً، قد قتل من أعداء الله خلقاً عظيماً، وفتك فيهم، فأخذوا في قلوبهم من نكايته فيهم، فمكروا به، وتجمعوا له وكمنوا له، وخرج إليه بعضهم وتراءوا له يستدرجونه، ليخرج من عسكر المسلمين ليقاتلهم، فحمل عليهم، وكان شجاعاً لا يخاف، حتى صار بينهم فوقع في الكمين، ووثبوا عليه من سائر جوانبه فأمسكوه، وأخذ واحد من النصارى بشعره، وضرب الآخر رقبته بسيفه، واحد من النصارى أمسك بشعر المسلم، وهم يحيطون به من كل جانب، والآخر رفع سيفه فضرب رقبة المسلم، فإنه كان قتل له قريباً؛ لأن هذا المسلم كان قد قتل قريباً لهذا الكافر، فرفع سيفه ليضربه، ماذا تظن يا أخي المستمع، ماذا تظن أن يفعل الله في تلك اللحظات؟ ماذا تظن وتحسب أن يحدث؟ وكيف ينقذ الله رجلاً في هذا الموقف؟ يقول: فوقعت الضربة في يد الماسك بشعره، فقطعت يده، وخلى عن شعر المسلم، فاشتد هارباً حتى عاد إلى أصحابه، وأعداء الله يشتدون عدواً خلفه، فلم يلحقه منهم أحد وعاد سالماً ولله الحمد. فتأمل لطف الله الذي أوقع ضربة الكافر على يد الماسك شعر المسلم حتى قطعت، فاستطاع أن يفلت منهم. موقع الشيخ محمد صالح المنجد أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств