.
💠 قال الإمام ابن القيم
رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :
يجب أن يجنَّب الصبيُّ إذا عقل : مجالسَ اللهو والباطل ، والغناء ، وسماع الفحش ، والبدع ، ومنطق السٌُوء ؛ فإنه إذا علق بسمعه ، عَسُرَ عليه مفارقتُه في الكبر وعزَّ علىٰ وليِّه استنقاذُه منه ، فتغيير العوائد ، من أصعب الأمور يحتاج صاحبُه إلىٰ اسْتِجْدَادِ طبيعة ثانية ، والخروجُ عن حكم الطبيعة عَسِرٌ جدًّا .
وينبغي لوليه أن يجنِّبه الأخذ من غيره غاية التجنب ؛ فإنه متىٰ اعتاد الأخذ صار له طبيعة ، ونشأ بأن يأخذ لا بأن يُعطي .
ويعوِّده البذل والإعطاء ، وإذا أراد الولي أن يعطي شيئًا أعطاه إياه علىٰ يده ليذوق حلاوة الإعطاء ، ويجنِّبه الكذب والخيانة أعظم مما يجنبه السم الناقع ، فإنه متىٰ سهَّل له سبيل الكذب والخيانة أفْسَدَ عليه سعادة الدنيا والآخرة وحَرَمَه كل خيرٍ .
ويجنِّبه الكسل والبطالة والدعة والراحة ، بل يأخذه بأضدادها ، ولا يريحه إلا بما يُجِمُّ نَفْسَه وبَدَنَهُ للشُّغل ، فإنَّ الكسل والبطالة عواقب سُوءٍ ، ومغبَّة ندمٍ ، وللجدِّ والتَّعبِ عواقبُ حميدةٌ ، إما في الدنيا ، وإما في العُقْبَىٰ ، وإما فيهما ، فأرْوَح النَّاس أتعبُ الناس ، وأتعب الناس أروح الناس ؛ فالسيادة في الدنيا والسعادة في العُقْبَىٰ لا يُوصَل إليها إلا علىٰ جسر من التعب قال يحيىٰ بن أبي كثير : لا يُنال العلم براحة الجسم .
ويُعَوِّدُه الانتباهَ آخر الليل ، فإنَّه وقت قسم الغنائم ، وتفريق الجوائز ، فمستقلٌ ومستكثر ومحروم ، فمتىٰ اعتاد ذلك صغيرًا سهل عليه كبيرًا .
【 تحفة المودود (٣٥٠/١) 】
تذكره وموعظة
الجنة
https://t.center/wesmw