آلان تعترف؟!
أنك تائه خائف تحتاج من يقودك من يديك كصبي في الثالثة لا يعرف كيف يعبر الشارع وحده؟!
تخاف أن تنهار أمامهم؟
تخشى أن تخبرهم أنك خائف ، وأنه منذ البداية لم يكن هناك خطة؟!
وأنك لا تملك من الأمر شيء ، وأن أكثر ما حدث لم يكن نتاج عبقريتك وتخطيطك بل أكثره أتي هكذا بلا مقدمات بل ولا حتى تمتلك أي تفسير منطقي لما حدث ، وكثير من ذلك كان يؤلمك ، وربما كنت تنهار في اليوم الواحد عدة مرات ثم تظهر أمام الآخرين ثابتًا ضاحكًا كأنك كنت تنتظره..تبيح لنفسك البكاء بشرط ألا يراك أحد.. فقط لأنهم أوهموك أنه ينبغي أن يكون هناك من يعرف الطريق ، من يقود زمام سفينة الحياة ويحدد لها وجهتها، من لا يدهشه شيء ولا يفاجئه شيء!
آهِ من وهم الكمال! آهِ من كذب نفسك عليك!
أنت ضعيف وعاجز ولا تملك من الأمر شيئًا!
هذه حقيقتك التي ينبغي أن تعترف بها!
هذه الحياة متغيرة ومعقدة ومتداخلة بشكل أكبر مما يمكن أن تدركه ، وأكثر تفاصيلها -خاصة الكبرى منها- بغير إرادتك ، ولا ذنب لك فيها ، ولا يوجد قانون يمكنه تفسير ما يحدث غير أنها إرادة الله!
لا مشكلة أبدًا أن تفشل وأن تبكي وأن تخاف وأن تصرخ خوفًا من الوحدة ، وأن تحتاج إلى من يحتضنك كل حين ويخبرك أنه يحبك وأنك لست وحدك ، وأن ما يحزنك سيمر .. وأن تتقبل أن كثيرًا من فشلك وألمك والأحداث السيئة التي تحدث لك ليست بسببك ولا بسبب أحد.. ولا ينبغي أن يكون هناك دائمًا من تلومه.. فقط تقبل الأمر واستمر بالمحاولة.. ولا يهمك في آخر الأمر أن تفشل و ألا تحقق شيئًا ، ما هكذا تقاس الأمور!
أخيرًا..لا ينبغي أن تحقق تلك الأشياء التي يعدها الناس عظيمة ويضيعون أعمارهم في تحصيلها ، لا أحد يعرف كم المعارك التي تخوضها كل يوم داخل نفسك من أجل أن تحافظ على تفاصيل حياتك التي يعدها الناس عادية وبسيطة.. لذا لا تلفت لهم..فقط أحب نفسك وقدرها وما تفعله وارحمها كما يرحمك الله!