ادعية واذكار اهل البيت عليهم السلام

آية ومعنى | {وجعلنا مِن الماء كلّ شيء حي}
(رمزية الماء في حديث العترة - وقفة معرفية)
"""""""""""""""""""""""""""
❂ سُئِل #الإمام_الصادق "عليهِ السَّلام"عن طَعْمِ الماء فقال للسائل:
(سلّ تفقُّهاً ولا تسألْ تعنُّتاً:
طَعْمُ الماءِ طَعْمُ الحيــاة ، قال اللهُ سبحانه: " وجعلنا من الماءِ كُلَّ شئِ حيّ )
[بحار الأنوار-ج63]

❂ ويقولُ #النبي_الأعظم"صلَّى اللهُ عليهِ وآله"
(#الماء سيّدُ الشرابِ في الدنيا والآخرة)..
[بحار الأنوار-ج63]

❂ ويقولُ #صادق_العِترةِ الأطهر"عليهِ السلام"
( من تلذَّذ بالماءِ في الدنيا لذَّذهُ اللهُ (تعالى) من أشرِبَةِ الجنَّة )
[سفينة البحار-ج8]

والماءُ هُنـا في رَمزّيتهِ يُشيرُ إلى الإمام المعصوم "عليهِ السلام".. فهذا #القرآن_الكريم يقول: (وجعلنـا من الماءِ كُلّ شيءٍ حيّ).
لاحظوا القرآن استخدم مُفردةَ #الحياة .. ونفْس هذه المُفردة ذَكَرها القرآن بشكلٍ واضح في المعصوم عليهِ السلام، في قولهِ تعالى:
(يا أيُّها الَّذينَ آمنُوا استجِيبُوا للهِ وللرسُولِ إذا دَعاكم لِما يُحييكم)

◀ويُؤكدُّ هذا المعنى #الإمام_الباقر "عليهِ السلام"وهو يتحدَّثُ عن قولِ اللهِ تعالى: (قُلْ أرأيتُم إنْ أصْبَحَ ماؤُكم غَوراً فمن يأتيكم بِماءٍ مَعين) يقولُ "عليهِ السلام":
(نَزَلتْ في الإمامِ #القائم "عليهِ السلام" يقول: إنْ أصبحَ إمامكم غائباً عَنكم لا تَدرون أين هو؟ فمنْ يأتيكم بإمامٍ ظاهرٍ يأتيكم بأخبارِ السَّماواتِ والأرض، وحلالِ الله وحرامه؟ ثُمَّ قال: واللهِ ما جاءَ تأويلُ هذهِ الآية ولابُدَّ أن يجيء تأويلُها)
[كمال الدين وتمام النعمة]

◀ويُؤكّد هذا المعنى #سيّد_الأوصاء "صلوات الله عليه" وهو يتحدّث مع طارق بن شهاب عن أوصاف الإمام المعصوم، فيقول:
(الإمام الماءُ العذب على الظمأ والدالُّ على الهدى...) أيضاً يقول: (فالإمام هو السراج الوهاج والسبيل والمنهاج والماء الثجاج والبحر العجاج والبدر المشرق والغدير المُغدق.. والغَيث الهاَئل.. والبحر الذي لا يُنزَف والشرف الذي لا يوصف والعين الغزيرة..)
[بحار الأنوار: ج25]

◀ويقول #الإمام_الرضا "عليه السلام" في وصف الإمام المعصوم:
(الإمام السحاب الماطر، والغَيث الهاطل، والشمْس المُضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة..)
[الكافي الشريف: ج1]

◀ويقول إمامنا #صادق_الآل "صلوات الله عليه" حِين ذكروا عنده عين الحياة.. قال لأصحابه:
(أتدرون ما عين الحياة؟ قالوا: الله وابن رسوله أعلم. قال الإمام: نحن عين الحياة، فمن عرفنا وتولانا فقد شرب #عين_الحياة، وأحياهُ الله الحياة الدائمة في الجنّة وأنجاهُ مِن النار)

[شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار]

#الثقافة_الزهرائية

فالـمِنَّةُ الإلهيّة إنّما هي بـهذه الـجَوهرة القُدسيّة التي قيمتها (الإمامة).. وُخلاصةُ هذهِ الـجوهرة في إمام زماننا "صلوات الله وسلامه عليه"
فالـمُرادُ مِن الكوثر في سَاعتـنا هذهِ وفي يومنا هذا هُو إمام زماننا.. فإمامُ زماننا هو بقيّة فاطمة وهو خُلاصة وعُصارةُ فاطمة "صلواتُ الله وسلامه عليهما".. وإليه الإشارةُ في صَلاتنا على الصدّيقة الكبرى (اللَّهُمَّ صَلّ على فَاطِمَة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودعِ فيها)
👆🏻
فهذا "السرّ المُستودع" الذي تفيضُ به حقيقة الكوثر هُو سرُّ الإمامةِ والـخِلافة.
عِلْماً أنَّ الإمامةَ والـخلافةَ الإلـهيّة هي مُتحَقِّقة حتّى قبل أن يُخلَق الخَلْق.. فهُم "صلوات الله وسلامهُ عليهم" أئمةُ الوجود، وهُم خُلِقوا قبل الـخَلْق،
ولكن هُناك مرحلةٌ مِن مراحل الوجود وهُو العالـم الأرضي (البشري) في طبقتهِ الظاهريّة لـم تتحقّق فيه الإمامةُ والخلافةُ إلى الآن.. وإنّما تتحقّقُ الإمامةُ والخلافة في هذهِ الـمَرتبة مِن مراتب الوجود في زمان ظهورهِ إمام زماننا "صلواتُ الله وسلامه عليه".
كلُّ هذهِ الـمعاني مُستقاةٌ مِن عُمق روايات و أحاديث أهل بيت العصمة "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم".. لأنّنا حتّى لو أردنا أن نتدبّر فلا يعنـي أن نتدبّر من جيوبنا الـخاصّة.. فالتدبر لهُ أُسُس ولهُ شرائط وله أصول.

[[همسة أخيرة]]
هذهِ الـمِنَّةُ وهي (الكوثر) التي مَنَّ اللهُ بـها على رسولهِ "صلّى اللهُ عليه وآله" هي في الحقيقة مِنّةٌ عَلينا نَحنُ، لأنَّ القرآن في أُفقٍ مِن آفاقهِ نزلَ بلسان (إياكِ أعني وأسـمعي يا جارة) كما يقول أهل بيت العصمة "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم" يعني أنَّ الخِطاب فيه لَفْظاً فقط لِرسول الله، وأمَّا المعنى فهو مُوجّهٌ إلينا.
فهذهِ الـمِنَّةُ الإلهيّة في قوله تعالى ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ في مُستوى الـخِطاب الّلفظي كانتْ مِنّةً على رسول الله..
أمّا في الحقيقة فهذهِ الـمِنَّةُ هي منّةٌ مِن الله سُبحانه وتعالى مَنَّ بـها علينا نَحن؛ لأنّنا نَحنُ الذين ننجو بـهذهِ الـمِنَّة، أمَّا رسول الله فهو أصلُ النجاة.. فهو لا يحتاجُ إلى هذهِ الـمِنَّة كي ينجو بـها.
نَحنُ الذين ننجو بـهذهِ الـمِنَّة وهذا العطاء "الكوثر"، ونحنُ الذين نهتدي بهذهِ الـمِنَّة ونتطهَّرُ بها.. كما نُخاطِب الصدّيقة الكُبرى في زيارتها الشريفة: (لِنُبشّر أنفُسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ).
فقد أُعطِينا أعظمَ وأقدسَ وأكبرَ وأشرفَ نعمةٍ في الوجود وهي نعمةُ الولاية لفاطمة وآلِ فاطمةَ الأطهار..
فالكوثرُ هي زهراؤنا الزاهرة، ومنها فاض نور العترة الطاهرة.. مِنها فاضَ إلينا نُورُ إمام زماننا "صلوات الله وسلامه عليه"..
والآياتُ الكريمة في سُورة الكوثر تدفعُنا إلى شُكْر هذهِ النعمة وعرفان حقّها، فتقول: {فصلّ لِربّكَ وانحر}
معنى كلمة (وانحر) في كلمات أهل البيت أي رفعُ اليدين حِذاء الوجه كما نصنعُ في تكبيرة الإحرام.. ويُشير إلى ذلك إمامُنا صادق العترة "صلواتُ الله عليه" حين سُئل عن قوله تعالى {فصلّ لربّك وانحر} قال: (يعني استقبلَ بيديه حذو وجههِ القِبلة في افتتاحِ الصلاة)
[تفسير البرهان: ج8]
:
إذن.. معنى {فصلّ لِربّكَ وانحر} أي صلّ لربّك وارفعْ يديكَ بِحذاء وجهكَ عند تكبيرة الإحرام لتشكُر نعمةَ (الكوثر: وهي نعمةُ الولاء لِفاطمة) التي أُعطيتَ إيّاها.. هذا مظهرُ شُكْر النعمةِ في الصلاة.
وأمَّا في واقعنا الحياتي فإنَّ المُراد مِن قولهِ {فَصلّ لِربّكَ وانحر} أي انطلق في نشْر المعارف الفاطميّة والثقافة الزهرائيّة ولا تعبأ بالذين يستهزئُون بكَ وبما تصنع.. فهؤلاء الذين ينتقصون مِن الصدّيقة الكُبرى هُم الأبتريّون (أو البتريّون) كما تقول الآية الكريمة {إنَّ شانئكَ هو الأبتر} والبتريّون في ثقافة العترة الطاهرة هُم أعداءُ فاطمة وآل فاطمة الأطهار.
:
#الثقافة_الزهرائيّة

أوجـاع وآلام سيد الأوصياء عند قبر الزهراء💔
:
❂ يُحدّثنا سيد الشهداء عن حَالِ أبيهِ أمير المؤمنين"صلواتُ الله و سلامهُ عليهما" بعد أن دفَنَ الزهراء "صلواتُ الله و سلامه عليها"، يقول:
(لمَّا نَفَض يَدهُ مِن تُراب القَبْرِ هاجَ بهِ الحُزْن، فأرسَلَ دُمُوعهُ على خَدَّيهِ، و حَوَّلَ وجْههُ إلى قَبْرِ #رسول_الله "صلَّى اللهُ عليه وآله"
فقــال:
السلامُ عليكَ يا رسول الله.. مِنّي و من ابنتكَ و حَبيبتكَ و قُرّة عينكَ و زائرتكَ و البائتةِ في الثرى بِبُقعتِك، المُختارِ اللهُ لها سرعةَ الَّلحاقِ بكَ،
قَـلَّ يا رسولَ اللهِ عن صَفيَّتِكَ صَبري، و ضَعُفَ عن سيّدةِ النساء تجلُّدي،
إلاَّ أن في التأسي لي بعظيمِ فُرْقتك و فادحِ مُصيبتكَ مَوضِعُ تعـزٍّ،
و لقد وسْدتُك في مَلحودة قبْرك، بعد أن فاضتْ نفسكَ على صدري، و غَمّضتك بيدي، وتولّيتُ أمركَ بنفسي،
نعم، و في كتاب الله أنعم القبول، إنّا لله وإنا إليه راجعون ، فلقد اسُترْجعَتْ الوديعة، و أُخذتْ الرهينة، و اختُلستْ الزهراء، فما أقبحَ الخضراء والغَبراء يا رسول الله..
أمَّا حُزْني فسرمد، و أمَّا ليلي فمُسهّد، إلى أن يختارَ اللهُ لي داركَ الَّتي أنتَ بها مُقيم،
و ستنبّئك ابنتك بتضافر أمّتك على هَضمها، فأحفها السُؤال و استخبرها الحال، هذا و لم يطلْ العهد، و لم يخلُ منكَ الذِكْر.)

❂ و في رواية أخُرى.. يقول "صلواتُ الله عليه":
(كمدٍّ مُقيح و همٍّ مَهيج.. سُرعان ما فرَّق بيننا و إلى الله أشكو، و ستُنْبِئكَ ابنتكَ بتظافرِ أمَّتكَ عليَّ و على هَضْمِها حَقَّهـا، فاستخبرها الحَال، فكم مِن غَليلٍ مُعتلجٍ بصدرها لم تجد إلى بثّهِ سَبيلاً، و ستقولُ و يحكم الله و هو خير الحاكمين.
و السلام عليكَ سلامَ مُودّع لا قالٍ و لا سَئِم، فإنْ أنصرف فلا عن ملالة، و إنْ أُقم فَلا عن سُوء ظَن بما وعدَ الله الصابرين.
آهٍ آهٍ والصبرُ أيمنُ و أجمل.. و لولا غَلَبةُ المُستولين لجعلتُ المقام و الّلبث عندكَ لِزاماً مَعْكوفا، و لأعولتُ إعوال الثكلى على جليل الرزيّة،
فبعين اللّه تدفن ابنتك سرّاً و تُهضم حقّها و يُمنع إرثها.. هــذا ولم يطلْ العهد ولم يخلو منكَ الذك..! إلى اللّه يا رسول اللّه المشتكى، و فيكَ يا رسول اللّه أحسن العزاء..).
[نهج البلاغة]
:
#الليالي_الفاطمية
#الثقافة_الزهرائية
#فاطمة_صدّيقة_شهيدة