عزيزتي جينيت: أعلمُ أنَّ ما أكتبهُ لكِ قليلٌ جدًا مقارنةً بكل تلكَ الرسائل التي ترسلينها لي دائمًا، ولكن أنتِ تعلمين أنني رجلٌ قليلُ الكلام كثيرُ الحُب، لا أتقنُ من أمور اللغةِ ما تتقنينه! أحبُّ كل ما تكتبينه، وتقف كلماتي أمام تلك المشاعر الهائلة التي تنسُجينها كـ طفلٍ صغير يحدّق بوالدتهِ بدهشةٍ، وحبّ كبيرَين ولا يلبثُ حتى يعانقها. أودُّ أن أخبركِ أنّني سمعتُ أيضًا بأن ساعي البريد سيعتزل مهنته، وقد تكون هذه ثاني وآخر رسالة أرسلها لكِ.. أنا آسف بشأنِ تلكَ الأيام التي كان من المفترض أن أخبركِ فيها أنني أحبكِ كثيرًا، لكنني لم أفعل، آسفٌ جدًا على ترككِ تسلكينَ دروبًا لا تحبينها، آسفٌ لأنني لا أملكُ في هذهِ الحياة خيارَ أن أكونَ بجانبكِ، أعلمُ جيدًا أن الأعتذار ليسَ كافيًا ليغفر لي ذلك، ولكنني أتمنى أن تغفري لي كوني بعيدًا، وأن تسامحي الأيام التي أجبرتني على هذا السفر الطويل. أرجوكِ ابتسمي دائمًا، وتذكّري أنكِ أحنُّ شيء لمَس روحي. عزيزكِ أندريه. بشرى المجيدي