بعّد ٤٧١ يوم منّ القصف فيٰ غزَّة إنتهىٰ العدّ يا غزتنا اليوم نطويٰ سنين البَلاء والعنَاء ، قاومتم أقذر ياهودّ عرفهم التاريخ وبقيت أقدامكم راسخةٌ في تُراب الأرض هنيئًا لكم يا أبناء غزَّة نحنُ من نحنُ ، نحنُ اللذين وقفنا بعيدًا عن النّيران نحنُ اللذين حَّملنا أوزار الصّمت ، وواجهنا حقيقتنا كـ مُتفرجين عاجّزين ليتَّ الدُعاء يكفيٰ لِـ يغسل عجزنا وليتَّ الله يغفر لنَّـا هذا الخُذلان الذي صار مرآة لِضعفنا ، والله لم يكنّ في يدينا حّيلة سوىٰ الدُعاء لكم ، سَّامحونا
تِلك أنا الـ توَّاقَة : لطالما كتبتُ الكثيّر رثيتُ فيها ما لم يُرثىٰ أعتدت دائمًا أنّ لا ينال منّي شيء وأن أُكمل ما بدأتـهُ لاكن كتاباتِ لَم تذهب هكذّا ، ولاكني أقف عاجَّزة الأن أمام كُل ما حدث مِن فُقد وقصف وبترّ شُلت أيديٰ كُل من كان ضِد غزَّة ولم ينصُرها حتىٰ ولوّ بكلمة لا سٌامح الله حُكام العرب لا سٌامح الله من خذّل غزَّة نصّوصي لا يعرفُها أحد وبُكائي في الليل علىٰ كُل مشهد كُنت أراهُ في غزَّة كُل صباح واللهِ لم يذهّب من ذاكرتي إلىٰ الآن ولم يذهّب ما حُييت أما عن أسراراً لم أُبح فيها لأحد وحُزنين وأربعة حّسرات كُنت قدّ خبئتها أمام عائلتيٰ وبُكاءٍ اااه قدَّ جسم علىٰ قلبي الحَنين ، يعزّ عليٰ هذا الخراب نالّ مني رُغم صلابتي أدركتُ حينّها أنّ الحق طريق يملأهُ الشوك لنّ أرثيٰ كُل شيء دفعةٍ واحدة لأن هُناك أيضًا رجالاً لا زالوا يقفون علىٰ قدمٍ وسَاق ، ااه يا غزَّة كيف نوافيكِ حقكِ كَيف نرثيٰ كُل هذا الخراب ، ولاكن لا بأسَ غزة ستعود غزَّة
غدًا ستشرقُ علىٰ غزَّة الثامن مِن أكتوبر .. يوم مِيلاد مدينة كاملة يوم مِيلاد غزَّة مِن جديد كُل ناجٍ مِن هذهَ المأسَّاة سَيكون هذا تاريخُ ميلادٍ جديدٍ لهُ ، تخيلَّ أن تُولد مدينة كاملة ذاتَ يوَّم
اللهُم اجعّل الغُد يحملُ وعدك الحَّق ، يومًا تُرفع فيهَ تكبيّرات النّصر وتزول فيه أوجاع القلوبٌ غدًا صباحٌ بِلا خوف بِلا قصّف بِلا ألمّ إنهُ صباحُ تكتبهُ السمَاء لتُعيد إلىٰ غزَّة ما أخذتهُ الحرب الشمال والجَنوب وكُل بُقعةٍ في غزَّة العِزة ما وّجدت إلا لـ تُقهر عدوهّا وتكون شوكةٍ في حلقه اللهُ يعِزنا بعِز غزتنا ، ما شعوّر أهلِ غزَّة بهَذه اللحَّظات وهم يعيشون اللَيلة الأخيرة مِن الحرب يارب تمّم فرحتهَم وانصُرهم واحفظهم مِن شرِ الصهايَّنة !🤎
سوريّة حَتّى جَدّيَ السّابِع وقَدَميَّ لم تَطَأ أرضَ فلسطين قَطُّ إلّا أنَّني في هذهِ اللَّحظةِ أشعُرُ وكأنَّني مِن مواليدِ غزّة ، لَعِبتُ يومًا في أزِقَّتها وصلّيت مِرارًا في المسجد الأقصى
أشعُرُ أنَّني فلسطينيّة أكثَرَ مِنهُم فكُلُّ ذَرَّةِ هواءٍ مِنها تَسكُنُ في أعماقي وكُلُّ نبضٍ فيها يَسرِي في شَراييني !🫂