من أكثر ما يؤثر في نفسي من شأن النبي ﷺ: أنه كان بشرا من البشر، ورجلا من الرجال، يفعل ما يفعلونه في بيوتهم، يخيط ثوبه ويحلب شاته، يجوع ويمرض، ينام وينسى، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يتاجر ويرعى الغنم، ويجلس بين الناس في مجالسهم..
فما إن أوحى ربه إليه وكلفه بالرسالة؛ حتى انطلق لا يلوي على شيء، وتفانى بقية عمره لا يرجو إلا رضى ربه، ويسعى لأداء ما كلفه به على أتم وجه، فقضى عمره كله في الدعوة إليه، صابرا متوكلا عليه، متحملا أنواع الأذى في سبيله، رؤوفا رحيما بالناس، صادقا حريصا عليهم، يحب أمته أيما حب، ويحزن على من يتولى أيما حزن.. فوالله لا تعبر الكلمات عما يملؤ صدري إذا تفكرت في هذا الأمر..
فاللهم صل عليه فقد بلغ رسالتك، وأدى أمانتك..
واللهم صل عليه فقد جاهد فيك حق الجهاد..
وآته اللهم الوسيلة والفضيلة، وابعثه ذلك المقام المحمود الذي وعدته يارب.