عارف أرهب حاجة في الحياة دي شنو؟ إنّك تحفظ القرءان .. أن تكون قد جمعت كلام ربّك كلّه في صدرك! مستوعب كده عِظم الفكرة؟! ما تحدث الله بكلامٍ كلفك للتعبد به إليه إلّا وقد جمعته في صدرك، تترنم به أناء الليل و أطراف النهار مماحوى صدرك في سكونك وخلواتك، في حِلك وترحالك، مع الناسِ أو منفردًا! .. وإنّي ماسمعتُ ولارأيتُ مشروع أنفع وأنجح وأقر لقلب صاحِبه كحفظ القرءان! والله إنّ القرءان له هيبة، ولحفظه هيبة، وللحظات ختمه هيبة، ولأوقاتٍ تمضيها وأنتَ في حضرته بركات وبركات لاتنتهي! .. فأنا مثلًا في كل ختمة أقف مذهولًا، مندهشًا لا يستوعب عقلي جمال ماأنا فيه!.. في كل ختمة أسأل الله أن لايرتوي قلبي مِن القرءان أبدًا، ولا يشبع مِن حلاوته،ولايألف الفرح به، ولا يعتد تكرار الشعور عليه مرًة بعد مرًة، وأن أظل في كل مرة أستشعر اللذة أنّه كلام الله وأنّه اختارني وأنالني إيّاه!.. لاأزال في كل مرة أتذكر قدرته العظيمة في صنيعه بي،أنني ماكنتُ لأدرك هذا النعيم لولاه، وما كنتُ لأكون بكل هذة السعادة والطمأنينة والفرح في أشد أيام ضيقي لولا القرءان الذي في صدري! ورغم تكرار الأمر لكني أقف في كل مرةٍ موقفَ مَن يهاب الأمر كأنّها المرة الأولى! أجدني في صباح الختمة أدخل وأخرج، أقوم وأقعد، تبرد أطرافي وتسخن لأنني مع موعدٍ مع ختمة! أجد الشعور مبعثر، وكأنّها المرة الأولى، لا رحلة ثماني سنين، حتى إذا سردت الناس سُري عني مابي! فاللهمَّ أن يكون سعينا مُتقبّلًا لديك، وفرحنا بالقرءان عبادة تحبّها مِنّا، واللهمَّ مراتٍ ومرات في مسجد رسول الله .. والسلام! #ترتيل_الخزين