-مجرمة، قتلتي أمك عشان جهاز لعبة. -ماقتلتش حد، ماقتلتش حد. - ابوكي كان أمك بس انتي اللي نفسيتك تعبانة ومجنونة فشوفتيه على شكلها. شوفت انعكاسي في المراية وهو بيضحك عليا، كانت ضحكة مستفزة وصوتها عالي، حطيت إيدي على وداني واترجّيته يسكت؛ لكن انعكاسي فضل مكمل لحد ما فقدت أعصابي، وقتها مسكت الفازة اللي كانت على الكومودينو اللي جنب السرير وخبط المرآية بيها؛ وقعت واتكسرت وبهدلت الأرض، بصيت بحزن للأوضة ولنفسي ومسكت التليفون ورنيت على ماما تاني وتالت وبرضه ماكانتش بترد، كان عندي أمل لاخر لحظة انها ترد ويطلع كل ده كابوس، بس اللي حصل غير كده، انا غمضت عيني ورنيت عليك يا أدهم أنت كمان وماردتش عليا؛ ولما ماردتش، اتشجعت وحكيتلك كل اللي حصل في ريكورد، انا مش هعرف أواجهك باللي عملته، أنا قتلت ماما يا أدهم، قتلتلها وأنا حقيقي مش في وعي، ودلوقتي هموت نفسي، اه.. اه.. ما انل لازم أروحلها، أنا بخاف من القعدة لوحدي ومش هينفع أقعد هنا، سامحني يا أدهم.. انا بحبك أوي. *** لما سمعت الفويس اول مرة اتجننت وجريت اتصلت بيها، كانت منهارة وحاولت اهديها بس هي كانت واخدة قرارها، قفلت المكالمة وفصلت التليفون واختفت، عشان كده اتصلت بعمي عشان يلحقها، بس وانا قاعد وبعد ما سمعت الريكورد لتاني مرة، موبايلي رن، كان رقم مصري بس مش متسجل عندي... -ألو، أيوه.. مين! -أنت فين يا أدهم يا ابني؟ -في المطار يا عمي، الطيارة خلاص فاضلها حاجة بسيطة وتطلع، طمني على نورهان وماما. -شد حيلك يا ابني، انا هبعت مصطفي ابني يستناك في المطار ويجيبك. وقفل الخط، كلمة شد حيلك كانت كفيلة تهدني مكاني، بس بعد ريكورد نورهان كان لازم أنزل عشان أفهم اللي حصل وأعرف هي وصلت للمرحلة دي ازاي، ايه الغلط في العملية ممكن يوصلها لكده! نزلت مصر وعمي كان خلص كل الإجراءات ودفناهم تاني يوم بعد صلاة الضهر، ولأن عمي معارفه كتيره، خلص تصاريح الدفن وكل حاجة بسرعة، بعدها رجعت البيت لقيته بعت واحده نضفته بعد ما الحكومة خلصت، كان مصمم اني أروح اقعد عنده لحد معاد سفري، بس ماقدرتش، انا دخلت أوضة نورهان وبصيت حواليا، غصب عني ضحكتها رنت في وداني فابتسمت ودموعي نزلت، قعدت على طرف السرير وبصيت للبرواز اللي على الكوميدينو؛ كان فيه صورتي أنا وهي وماما، والجهاز اللي جبتهولها كان جنبه وفي ورقه مطبقة تحته، مسكت الورقة وفتحتها، واكتشفت انها الروشته بتاعت الدكتور النفسي اللي حكتلي عنه في الريكورد، ماحستش بنفسي غير وانا قدام عيادته، حجزت كشف عادي ولما دخلت عرفته بنفسي وحكيتله كل اللي حصل، بس لما حكيتله، شوفت معالم الصدمه على وشه لما عرف ان نورهان انتحرت، وانها كانت بتعاني من ورم في المخ واستأصلته، وبعد ما خلصت كلامي كله.. طلب مني اني اجيبله الجهاز اللي اديته لنورهان كانت بتتكلم عليه كتير أوي، رجعت البيت وخدته وودتهوله، حطه قدامه وشغله، عاد التراكات كذا مرة وبصلي وسألني.. -انت قولتلي الجهاز ده جيبته منين يا أستاذ أدهم؟ -الشركة اللي أنا شغال فيها يا دكتور، هي اللي مصنعاه. - والنسخة دي من الجهاز متاحة للمستهلك في البلد اللي انت شغال فيها؟ -لا، دي جيفت لعائلاتنا لأن أصولنا عرب في الشرق الأوسط. - اه.. كده الصورة بدأت توضح، أنتوا كعمال مسموحلكوا تستخدموا الأجهزة دي.. ولا دي هدايا وبس؟ - مافيش وقت يسمح لحد فينا انه يقعد على الأجهزة دي... احنا يادوب بنروح ننام وبنصحى نشتغل. - طيب.. أنا هعرض الجهاز ده على واحد صاحبي والكلمة الأخيرة هتبقى له، بس كتحليل مبدئي للي حصل، التراكات اللي على الجهاز ده مصممه بطريقة معينة تدمر المخ مع التكرار، أنت في البداية بتبقى مبسوط وحاسس انك طاير وكل حاجة اندر كنترول بالنسبالك، بس فجأة الوضع بيختلف، كل حاجة بتتقلب وبتلاقي نفسك واقف في النص، لا قادر توقف انك تسمع الساوند دي ولا فاهم ايه اللي بيحصلك، يعني بشكل أوضح، مخ الانسان بيوصل لمرحلة انه مابيبقاش مدرك فيها الواقع من الهلوسة، وهو تحت تأثير التراكات دي، من الاخر كده، الجهاز ده هو اللي عمل في أختك كل ده، ولو فعلا ده صح، تبقى الشركة اللي انت شغال فيها بتبيع الموت وعايزة تقضي على شبابنا لأنهم بيجروا ورا الأجهزة دي وبيتعلقوا بيها. حسيت ساعتها إن الدنيا بتلف بيا، ماكنتش متوقع إن حاجة صغيرة زي الجهاز ده تبقى السبب في كل اللي حصل، رجعت البيت وقفلت على نفسي، المفروض أسافر بكره، طيارتي معادها الساعة عشرة بالليل، إنما.. إنما الدكتور قال انه هيأكد عليا في الكلام اللي قاله الصبح. حاولت أهدى وافكر في اللي ممكن اعمله لو كلام الدكتور طلع صح، مستحيل أرجع وأكمل شغل في الشركة دي، هو أنا اه مش مسؤؤل عن صناعة الأجهزة دي، بس بشكل أو بآخر هشيل ذنب أختي وغيرها كتير لو سكت، فضلت قاعد جنب التليفون وكل شوية أمسكه وأشوف الدكتور بعت حاجة أو اتصل ولا لا، وعلى الساعة 1 الضهر، بعتلي رسالة على واتس اب مكتوب فيها الأتي... @stories_adjective