كمحاولةٍ أخيرة،
تلفّ يديكَ بقطعةِ قماشٍ
جيداً،
كأنك تُعانقَ أملاً مُهدمًا،
ثم تمدّهما في وسطِ هؤلاء،
الذين يشتعلونَ حولكَ،
كالأشجار في عاصفةٍ مدمرة،
تُراقب اللهب يتراقص في أعينهم،
والجنون يشتعل في صدورهم،
بين صرخاتٍ وضحكاتٍ مُزيفة.
وفي خضمِّ العواصف،
تُبصرُ جموعَ القومِ،
كأنهم حُمرٌ تَسُرُّ،
على سُرُرٍ من خوفٍ وقلق،
أو كأنهم جُندٌ في معركةٍ،
يُحاربون طواحينَ الهواء،
تأملُ في الوجوهِ المُتعبة،
تُدركُ أن الغيمَ لا يحملُ إلا العواصف.
فأنتَ، في جوفِ العاصفة،
تُعيد تجميع شظايا ذاتكَ،
تستجمع قواكَ،
كأنك تُدافع عن عِرضٍ مُستباح،
تسعى لتُعيد بناءَ ما تحطّم،
وتُدرك أنكَ في النهاية،
تحمل قلبكَ في يديكَ،
كأنها محاولةٌ أخيرة،
لتُعيد رسمَ ما كان في زمنٍ جميل.