إبتاع بوجهل" إبلاً من عابر سبيل ، وظل يماطله في الدفع.
فوقف الرجل ينادي قائلاً : «من رجل يعديني على "أبي الحكم"؟ فإني غريب وابن سبيل ، وقد غلبني على حقي».
فقال له من كان بالمكان : «ترى ذلك؟! اذهب إليه فهو يعديك عليه». (يقصدون الرسول صلى الله_عليه وسلم ، وٳنما يستهزؤون به).
فأقبل الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر له الأمر ، فقام معه..
فلما رأوه قام معه ، قالوا لأحدهم :
«اتبعه فانظر ما يصنع ؟».
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الرجل حتى أتيا بيت "أبو جهل" ، فضرب بابه ، فقال "أبو جهل" : «من هذا ؟».
قال صلى الله عليه وسلم : «محمد .. فأخرج».
فخرج إليه "أبو جهل" فزِعاً وما في وجهه قطرة دم وقد إنتقع لونه ..!!
فقال صلى الله عليه وسلم : «أعط هذا الرجل حقه».
قال "أبو جهل" :
«لا تبرح حتى أعطيه الذي له».
فخرج إليه بحقه فدفعه إليه
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل : «الحق لشأنك».
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فأقبل الرجل فرِحاً يدعو للرسول صلى الله عليه وسلم.
وجاء الرجل الذي بعثوه فقالوا : «ويحك ماذا رأيت ؟».
قال : «عجباً من العجب !! ، والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه فخرج وما معه روحه».
ثم جاء "أبو جهل" ، فقالوا له : «ويلك مالك فوالله ما رأينا مثل ما صنعت ؟».
فقال "أبو جهل" : «ويحكم ، والله ماهو إلا أن ضرب عليّ بابي ، وسمعت صوته فملئت رعباً ، ثم خرجت اليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الأبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط ، والله لو أبيت لأكلني».
المصدر:
البداية و النهاية لابن كثير