تجاوزنا كُل شيءٍ وحدنا، اللَّحظات المؤلمة، أوقات المرض الصَّعبة، بُكائنا، أحلامنا التي خسرناهَا، تعافينا من كل هذا وحدنا، مَا مدّ أحد يديه إلينا، ولا مسح الدَّمع من أعيننا ولا عالج جُروحنا ولا حتَّى عانقنا، نحن من عالجنا أنفُسنا بأنفُسنا، وكُنا العون الوحيد والسَّند.
أعلم بأنّني انطفأت، وهذا أمر محزن بالنّسبة لي، لكنّني أعلم أيضًا بأنّ ثمّة شرارة صغيرة لا تزال تلهو بداخلي مثل فراشة في غابة حالكة، شرارة ولدت معي منذ البدء ولن تنطفىء إلّا بموتي، شرارة تكفي لاشتعال جديد ولحريق آخر محتمل.
في منزلنا لا نبدي اهتمامًا واسعًا لمن ينهار ويبكي نُشيح عنه وكأننا لم نرى شيئًا وفي الليل لا أحد منا ينام ندعي جميعنا الأرق بسبب القهوة وحده الباكي من ينام في تلك الليلة
"في الأيام السابقة، لم أبحث عن يدٍ تُنقذني من نفسي، كنتُ أقول: غدًا سأنهضُ بمُفردي .. لكن اليوم، تمنيتُ لو حصلتُ على عناقٍ يواسيني عن الأشياء التي لا يعلمها أحد".
"تعبتُ من التمنّي والسَّعي أودُّ أن أُحبّ الجميع وأبتهج لكلّ شيء .. لكن لا توجد في قرارة نَفسي أيّة مشاعر بهيجة حيال أيّ شيء كَما لو ضاعت مَسرّاتي كُلها هُنا وهُناك".