Смотреть в Telegram
الجيل الذي ولد في الثمانينات والتسعينات كله وهابي ــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : محمد رميلات الحسني الجيل الذي ولد في الثمانينات والتسعينات فتح عينيه على بيئة وهابية خالصة فظن أنها هي الدين الحق الذي لا يزيغ عنه إلا هالك ، وأن الكتاب والسنة هو ما عليه الوهابيون اليوم ... وأن العلماء هم مشايخ السعودية فقط دون سواهم ، وجهابذة العلم الشرعي هم الألباني وابن باز وابن عثيمين وربيع بن هادي المدخلي دون سواهم ... لكأن الحرائر المسلمات عقمن عن أنجاب العلماء في سائر أقطار العالم ... جيل نشأ فوجد أصحاب اللحى الطويلة والقمصان المشمرة هم أكثر الشباب التزاما بالمساجد ، ووجد الآذان يُرفع بمقامات صوتية حجازية لا علاقة لها بالمقامات المغاربية الأندلسية ، ووجد المطويات الوهابية التي ألفها أشياخ نجد الذين نعتبرهم من عامة طلبة العلم عندنا ، تُوزع مجاناً أو تباع بثمن بخس لا يتعدى 15 دج تملء الفضاء ... فهذه مطوية تحرم الاحتفال بالمولد ، وهذه مطوية تحرم التوسل ، وهذه مطوية تحرم إسبال الثوب ، وهذه مطوية تحرم استعمال السبحة ، وهذه مطوية تحرم رفع اليدين للدعاء بعد الصلوات المكتوبة ... فظن شبابنا أن هذه المطويات المملؤءة بالآيات والأحاديث هي العلم الشرعي ، وهي الصواب الذي لا صواب بعده ، وأن أصحابها علماء لا يُشق لهم غبار ولا يُرد لهم قرار ... ووجد محال العطور والبخور والسواك والأعشاب والقمصان والجلاليب تمل الأزقة والأحياء وأصحابها وهابيون يسمون أنفسهم أو يسميه المجتمع " السلفيون " وهم نشطون في تجارة تدر عليهم أرباحاً طائلة ، ووكالات العمرة والحج يتولاها الوهابيون فظن الشباب أن هؤلاء هم النموذج الشرعي الذي ينبغي الاقتداء به ، ووجد النساء اللواتي كن يتحجبن " بالملحفة " و" القنبوز" و" الملاية " قد أصبح حجابهن الجلباب السعودي ، ووجد الأئمة الوهابيين يقرؤون القرآن برواية حفص عن عاصم وقد كان الجزائريون ولا زالوا يقرؤون كتاب الله برواية ورش عن نافع ، ووجد شباب الجامعات كله وهابي إلا ما ندر ... فصار كل الشباب الذين ولدوا في الثمانينات والتسعينات وهابيين ، بل حتى الحشاشين والسكارى وتاركوا الصلاة يحملون في رؤوسهم لوثة وهابية ، والشباب الذي يلبس الجينز الممزق على فخذيه تحسبه بعيد عن فهم الدين كله فإذا ما حاورته وجدته يحكي عن البدعة والسنة والقبوريون يطوفون على القبور والصوفيون يرقصون في الزوايا على أنغام الناي والبندير ... وقد أصبح جيل الثمانيات والتسعينات أطباء ومحامون وقضاة وضباط ومهندسون وإداريون وأساتذة جامعيون وأئمة ... وتسللوا إلى كل مفاصل الدولة ... وهم كلهم وهابيون حتى وإن ارتدوا كوستيمات وتَزَيَّو بالزي " الإفرنجي " فالوهابيون الظاهرون هم الذين يتمظهرون بالزي الوهابي والسمات الوهابية المعروفة ، والوهابيون غير المعروفين هم الذين يلبسون " لباس الفرنجة " لكن في رؤوسهم وهابي صغير لم ينمو بعد ، والمصيبة الأخرى أن كثير من " الإخوان " انحرفوا عن خطهم الإخواني وصاروا وهابيين رغم أن علماءهم كالغزالي ، والقرضاوي ، وعبدالفتاح أبو غدة ، ومصطفى السباعي ، ومحمد محمود الصواف ، وسعيد حوى ... كانوا كلهم إخوان صوفيون وعلى طرفي نقيض مع الوهابية... الاستثناء الوحيد هم بعض جيل السبعينات وما قبله وطلبة الزوايا ، هؤلاء فقط الذين سلموا من الفيروس الوهابي الخطير ... أما البقية فكلهم وهابيون إلاّ ما رحم ربي .
Telegram Center
Telegram Center
Канал