Смотреть в Telegram
أستيقظ من نومي وأتقلب فراشي، وأنا بين أربعةِ جدرانٍ تُؤويني، أتحسس الجدارين اللذين يتكئ عليهما سريري يلفظان الزمهرير، وكأنهما يرْجِفان من البرد .. ولِحافي يدفئني وأدفئه، كلٌّ منا بحاجةٍ إلى الآخر .. أقوم من سريري بعدَ إصرارٍ من اللحاف ألّا أتركه وحيداً في برد الشتاء، لأغتسلَ بماءٍ بين الحارِّ والبارد والريح الباردة كأنفاسِ الثلاجةِ على جسدي .. ثم أخرجُ هَرِعاً باحثاً عن لِباسٍ ثقيلٍ يكون علي كحضن الأم الحانية... أصلي رُكيعاتٍ خفيفة، ثم أتأمل أولئك الذين يؤوون إلى قِماش الخيام ليؤويهم، ما يُغني عنهم من الإسمنت؟ أتأمل ألبستهم التي تركوها وراءهم في خزاناتهم، لا يدرون هل يأخذون ثياب الصيف أم الشتاء؟ وعظامُ أطفالهم الرقيقة قد تثلّجت، وقلوب الأمهاتِ عليهم تفتَّتْ... وفي وقتِ صلاةِ الفجر، لم أجد بداً من الذهابِ في سيارةٍ تضعني عند باب المسجد، فتذكرتُ أولئك الذين يكابدون الصلواتِ تحت برد الشتاء وحر القصف، في خيامٍ مشتركة، وفي مآوٍ بالكاد تصلح للصلاة... هل فكّرنا يوماً ببرد إخواننا حقيقة؟ هل شعرنا ببردهم؟ أم أنهم فقط يشعرون ببرد دمائنا بخذلانهم؟ ما زلتُ أكتب هذه الكلمات، وأنا على بردٍ نسبي، إلا أنني في بيت، مكتسٍ ثياباً ثقيلة، منعمٌ علي بكوبٍ ساخنٍ من القهوة سأشربه بعد قليل... وإخواننا ... إن مأساة إخواننا اليوم ستتكرر غداً ما لم نعد أنفسنا، بل وقد تكررت في الخمسة عشر سنةً الماضية كثيرا .. ما زال مقطع: (لما بابا كان عنا كان عنا حطب .. عمو شي مرة ولادك ناموا جوعانين؟ أو بردانين) منذ سنتين يبكيني كلما رأيته .. فهل أعذرنا أنفسنا أمام الله عزوجل؟
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств