(غربة)
يعيشُ المؤمن بشكلٍ غريب، هو لا يتكلف كثيراً من طبيعة حياته، بل يعتقد أن الحياة يجب أن تُعاش هكذا، يُقال له بين مجتمعه: ما بالك لا تكون مثل أبناء جيلك؟ ما بالك لا تلبس كذا أو ما بالك لا تتصرف كما يتصرف الناس وتفكر في مآل كل شيء؟
ما بالك تترقى عن خوارم المروءة وكأنك قد جاوزت الخمسين، قم وعش شبابك!
ما بال أفكارك مختلفة؟ ما بالك تتوقف عند كل شيءٍ؟ ما بالك ترفض التعليم الأكاديمي جملةً؟ ما بالك تكره الجامعاتِ كلها؟ ما بالك لا تتبع القطيع؟
ما بالك لا تترفه في حياتك؟ ما بالك لا تخرج كثيراً مع أصحابك؟ ألكبرٍ أصابك؟ ما بالك لا تلهو؟
أنا لا أتصوّر نفسي في كثيرٍ من السلوكياتِ المباحة، لا لأني أجاهد نفسي على تركها، لكن نفسي تعافها حقاً، أنا ما زلتُ أشعرُ بالصدمة حينما أرى طالباً قد قطع شوطاً في البرامج العلمية، ثم تكون (البلايستيشن) جزءاً من ترفيهه اليومي، -أنا هُنا لا أتحدث عن حلالٍ وحرام- إنما أتحدث عن مضيعةٍ للوقت والعمر دون عائدٍ واضح
ثم أحاول رؤية بعض التصرفات حولي، فأحزن كثيراً لما أرى ..
كما يقول صاحب قناة
غيثاء:
غريبٌ أنت...
غريبٌ بِهمِّك، بِفكرك، بمَسيرك وطريقك
غريبٌ بثباتك، بمُرادك، بسِباقك وغايةِ وصولك.
وكما عاش الفارس غريباً، فقد عاش سنين قليلةً، وما زلنا نترحم عليه، ونتذكر سعيه وبذله، فقد صدق الله ..
أتأسى بكثيرٍ من المصلحين في القرن الماضي، ممن عاشوا غرباء، فما كان إلا أن أكرمهم الله عزوجل، ورفع ذكرهم وخلده..
قال ابن الجوزي رحمه الله:إن من الصفوة أقواماً ، منذ استيقظوا ما ناموا ، ومنذ قاموا ما وقفوا ، فهم في صعود وترقٍّ ، كلما قطعوا شوطاً .. نظروا .. فرأوا قصور ما كانوا فيه .. فاستغفروا .
اللهم اجعلنا منهم ..
#معايير