كيف نعرف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) إذا ظهر؟
ج/ في البداية لنتفق على قاعدة، وهي أن أمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أوضح من الشمس في رابعة النهار.
بمعنى إنه لا يختلف إثنان على ظهوره، الكل سيعلم أنه قد ظهر وأنه هو المهدي فعلاً وليس أحد المدعين؛ لأن ظهوره سيكون حدثاً عالمياً وواضحاً جداً، وتفصيل ذلك في النقاط التالية:
1- منظومة علامات الظهور المترابطة (السفياني، الخرساني، اليماني، قتل النفس الزكية، الصيحة)، لا يمكن أن يشتبه بها أحد، فمثلاً الصيحة السماوية واضحة جداً للجميع، كذلك قتل النفس الزكية سيكون حدثاً عالمياً واضحاً ذو أصداء عالمية.
كذلك الخسف بالبيداء أيضاً خسف إعجازي، بمعنى أن الله تعالى سيبطش بآلاف أو عشرات الألآف أو مئات الألآف من الجنود بين مكة والمدينة، لأنهم يلاحقون الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
إضافة لذلك، فإن العلامات هذه تحدث كلها في فترة متقاربة، مما يجعلنا نتيقن بأنها هي العلامات الحتمية، وإن الظهور قد أصبح وشيكاً.
2- حدوث بعض الآيات الإعجازية قبيل الظهور ، منها ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) انه قال " ان بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان، وعنده يسقط حساب المنجمين" 1 .
وكذلك النار المشرقية التي سيأتي الحديث عنها، وغيرها من الآيات.
3- من الأمور التي تقطع الشك باليقين وتكون حجة قاطعة على الجميع هو النداء بإسمه وإسم أبيه، حيث روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: "ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فان أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره"2 .
فالإمام يخبر بأنه لو اشتبهتم في كل شيء، فلا يمكن أن تشتبهوا في النداء بإسمه وإسم أبيه. ولعل هذا النداء هو نداء عند قيام القائم، وليس نفسه الصيحة التي تكون في رمضان في ليلة القدر.
4- ظهور كل المعجزات على يديه.
حتى لو لم يعرفه الشخص من كل النقاط أعلاه، فإن الله تعالى سيظهر كل معجزات الأنبياء على يديه، إتماماً للحجة، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام: " ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء، إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء" 3.
ويمكن أن نفهم من قول الإمام "إتماماً للحجة على الأعداء"، إن المؤمنين لن يحتاجوا إلى رؤية المعاجز، بل إنهم سيؤمنوا بالإمام المهدي قبلها.
لأجل كل ما ذكرنا وغيره، فإن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حدثاً عالمياً لا يقبل الشك والتأويل إطلاقاً. لذلك، مع كون ظهور الإمام بهذا الشكل العالمي والواضح للجميع، فربما من هوان العقل أن ينساق المؤمن وراء المدعين الدجالين مهما كانت دعواهم، والتي في الحقيقة جميعها لا تستحق أن يضيع المؤمن وقتاً في النظر فيها.
1 كتاب الغيبة – محمد بن ابراهيم النعماني – ج1 – ص278
1 بحار الانوار – العلامة المجلسي – ج52 – ص244
2 إثبات الهداة – الحر العاملي –ج7 – ص357
تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot