غداً، تقفز الموضة من اللون الأحمر الفاقع إلى البنفسجيّ الباهت. ويستبدلون الأكمام الضيّقة بالمنفوخة، ثم يعودون إلى الدانتيل الضيّق فوق الجلد.
غداً، يقطعون أشجار البرتقال، ليزرعوا تبغاً يكفي لليائسين في البلاد، ثم يعودون مع رغبةٍ أكبر لأشجار الكرز.
غداً، يستبدل المذيع بأقل من دقيقة، خبر الموت في الجنوب إلى خبر احتفالات الشمال.
غداً، يحبّون أديل. وتصبح أغنية "Hello" هي المفضلة للجميع. ثمّ ينسون أديل، ويستبدلون الأغنية بواحدة أكثر بهجة.
غداً، يستبدلون السيارات بالمشي، والمشي بالجلوس خلف الشاشات الباردة، ثمّ يعودون مع رغبةٍ للرحلات فوق العشب الأخضر.
غداً، الأغاني القديمة ستصبح جديدة.
الكلمات ستحصل على نبرةٍ مختلفة ومعنىً آخر.
الأحاديث العادية ستصبح مغزىً متأخر.
الفن سيصبح الرسالة الوحيدة.
الأحزان ستصبح نكاتاً، والنكات ستصبح فيلماً.
وذكريات الطفولة المحشوّة في الرأس طوال السنين ستصبح سكيناً في جيب القلب.
الطقس يتغيّر، السماء تتغيّر، الموضة تتغيّر. لكنني أعرف أنّ هناك فصل شتاءٍ واحد في السنة، وموسم نرجسٍ واحد. وأعرف درجةً واحدة من اللون الذي أحبّ.
وأعرف، أنّ كلّ شيءٍ سيتغيّر، وتبقى أنت، الثابت الذي لا يمكن استبداله. ✨
- فرح ياسين