روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «فَكَأَنَّكُمْ بَالسَّاعَةِ تَحْدُوكُمْ حَدْوَ الزَّاجِرِ بِشَوْلِهِ».¹
الشول جمع شائلة: وهي الناقة التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فجفّ لبنها²، وتسمّى الشول أي ذات شول لأنّه لم يبق في ضرعها إلا شول من لبن أي بقيّة³، قال ابن ميثم البحراني (رحمه الله): «وإنّما خصّ الشول من النوق لخلوّها من العثار فيكون سوقها بعنف وأسرع»⁴، وهذا بخلاف ذات الحمل أو اللّبن، فتكون استعارة بديعة، كأنّ المراد منها تشبيه حدو الساعة للإنسان بسوق الناقة الشائلة سوقًا حثيثًا لا إهمال فيه، قال جلّت آياته: «هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون»، وروي عنه (عليه السلام): «الموت طالب حثيث»⁵، يحثّ الإنسان على الغاية، ويصيح به إلى النهاية. فما أبلغها حكمةً وأصدقها مقالًا!
١) نهج البلاغة - الخطبة (١٥٧).
٢) لسان العرب.
٣) القاموس المحيط.
٤) شرح نهج البلاغة للبحراني.
٥) نهج البلاغة - الخطبة (١٢٣).