مشيئة اللّٰه ستحدث في النهاية، فلا تفني عمرك كله في التفكير والحسابات، وثِق تمام الثقة أنَّ الخيرة فيما يختاره الله، وأنَّ اختيارات اللّٰه هي الأنسب والأفضل ولو كانت عكس رغباتك، وأنَّ كل اختيارات اللّٰه صالحة وإن كنت لا تفهم الأسباب، اختيارات اللّٰه وتدابيره أجمل مما تريده لنفسك ومما تسعى إليه، وإن سألت اللّٰه شيئاً فسله أن تتفق مشيئته مع مشيئتك، وأن يكون مرادك هو نفسه قدرك، لأن اللّٰه رب الخير لا يمنع خيراً ولا يأتي بِشَر.
" ومع زخات المطر هذا أجمل ما سمعت " يقول ابن القيم رحمه الله " يرسله الله قطرات منفصله فلا تختلط قطره بأخرى ولا يتقدم متأخرها ولا يتأخر متقدمها ولا تمتزج قطره بصاحبتها ولو نزلت دفعه واحده لتضرر الناس ولأفسدت الزروع والثمار، فإن كان هذا حسن تدبيره في زخات المطر ف كيف بحسن تدبيره في أمورنا سبحانه وتعالى"
لقد خَبَّأ الله لك الأجمل حينَ لم يُعطِك ماتريده بشدة، وأخفى عنك حكمة ما يحدُث في سائرِ حياتك، ومادامت نيتك طَيِّبة فلن يَكسر الله قلبك وسيجبر خاطرك، ومن غادرك رُغم تمسكك به، ثِق بأنَّه لم يكن مناسبًا منذ البداية، وستعرف ذلك حينما يعوِّضُك الله بخيرٍ منه .