كَانَ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديدَ الحبِّ له، قليلَ الصَّبرِ عَنْهُ، فأتاه ذاتَ يومٍ وقد تغيَّر لونه ونحل جسمه، يُعرَفُ في وجهِهِ الحزن. ✿ فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
🔹 « يَا ثَوبَانُ مَا غَيَّرَ لَونَكَ؟ »
فقال: يا رسول الله، ما بي من ضُرٍّ ولا وجعٍ، غير أنِّي إذا لم أَرَك اشتقتُ إليك واستوحشتُ وحشةً شديدةً حتى ألقاك، ثم ذكرتُ الآخرة وأخافُ ألَّا أراكَ هناك؛ لأنِّي أعرف أنَّك تُرْفَعُ مع النبيِّين، وأنِّي وإنْ دخلتُ الجنَّة كنتُ في منزلةٍ أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنَّة فذاك أحرى ألَّا أرك أبدًا. 🌿 فأنزل الله تعالى هذه الآية:
🌱 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثرُوا الصَّلاة عليَّ يومَ الجُمُعَةِ، وليلة الجُمُعَةِ، فمن صلَّى عليَّ صلاةً؛ صلَّى اللَّهُ علَيهِ بها عَشرًا ".
🌿 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يُقال لصاحبِ القرآنِ: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإنَّ منزلتكَ عندَ آخرِ آية تقرؤها ".
🌿 وقال عليه الصلاة والسلام: 🔹" إِنَّ لله أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ".
🔹" مَثَلُ الَّذِي يقرأُ القرآن وهو حافظٌ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران ".
🔹" يجيءُ صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا ربّ حلِّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا ربّ زِدهُ، فيلبس حُلّة الكرامة، ثم يقول: يا ربّ ارضَ عنه، فيقال اقرأ وارقَ، ويُزاد بكل آية حسنة ".
" فإنَّ من لم ير نعمة اللهِ عليه، إلا في مأكله ومشربه وعافية بدنه؛ فليس له نصيبٌ من العقل البتة، فنعمة الله بالإسلام والإيمان، وجذب عبده إلى الإقبال عليه، والتَّلذذ بطاعته؛ هي أعظم النعم! وهذا إنَّما يُدرك بنور العقل، وهداية التَّوفيق ".
" لو يعلمُ المؤمنُ ما في مداومته على الاستغفار، من ذهاب الرّان، وذهاب الغفلة النّاتجة من تتابع الخطايا والآثام، ومن زيادة الإيمان؛ لما جعل من حركاته وسكَناته إلا ذكرًا واستغفارًا، كون الاستغفار يفتح المَغاليق، فكيف بانغلاق الأسباب المؤدّية للفضائل، قال تعالى في شأن الاستغفار ومَدى علاقته بزيادة الإيمان: ﴿استغفروا ربّكم ثمّ توبوآ إليه يُرسلِ السّماءَ عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم﴾، يقول الآلوسي في تفسير هذه القوّة، أي: "يزدكم قوّة في إيمانكم، إلى قوّة أبدانكم"..
وهذه الآية مليئة بالرّحمَات المُوجّهة للمؤمنين، وما من علّة يُعانيها السّائر إلى ربّه؛ إلا ووجَد بالقرآن لها حلًا ومَفزعًا، والاستغفار خير دوَاء لمن تحيّر في أمره كافّة، ولمن بات يسأل عن المنافذ المؤدّية إلى المَنازل العالية، فلا يوجد هناك غبنٌ وحرمان يُقاسيه المؤمن كمثل معرفته لفضائل الاستغفار ثمّ يُعرض تكاسلًا وهَوْنًا، لذلك يقول ابن تيميّة رحمه الله: (استغفار الإنسان أهمّ من جميع الأدعية). " 🖌@byan_alsamaa