خرجت في الصباح الباكر للعمل شادا قوس التوكل ميمما سهم الرجاء
وفي المساء المتأخر رجعت منهكا تاعبا مرهقا.
ولكنني لاحظت أني أحث السير بشغف وأن ثمت شوق يشدني إلى تلك الأوراق التي أشعر أنها ستلفني لتمتص كل آلامي.
زوجتي التي فتحت لي الباب بابتسامة تبدد كل غيوم الإرهاق.
وابنتي الكبيرة التي قدمت لي دلة القهوة التي شعرت أنها سرت في جسمي كالدواء.
وابنتي الصغيرة التي تلعثمت عندها حروف الاستقبال
وهي تمد يدها إلى جيوب ثوبي لتبحث عن الشيء المميز الذي تعودت عليه كل ليلة ليمتلئ وجهها بهجة وسرورا.
وألقيت بنفسي على فرشي لتمتلئ روحي راحة واسترخاء لتذوب كل تأثيرات الجهد.
عندها أدركت يقينا كم هي نعمة الأسرة والأهل.
وأدركت أنه لا كائن على البسيطة إلا وله مأوى يشعر فيه ما شعرت أنا به.
فلله الحمد والمنة والفضل الذي قال ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا).
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ).
أسرتي راحتي وسعادتي.