من أعظم محاسن ديننا القيم اتساعه لتدارك ما فات من الصالحات: ظلمت نفسك؟ استغفر، أذنبت؟ تُب، كسبت سيئة؟ أتبعها حسنة، فاتتك فريضة؟ اقضها، نمت عن حزبك من الليل؟ اقرأه في الضحى، نسيت أذكار الصباح؟ رددها في أي وقت... لا يضيق الإسلام بأهله مهما فعلوا، هذه من تجليات اسم ربنا الواسع..🦋
لا تنتظرْ حالتَك النفسيةَ حتى تتحسنَ مِن أجلِ القيامِ بالأعمالِ والمهامِ الخاصةِ بك.. لا تجعلْ حالتَك النفسيّةِ هي مَن يقودُك وتتبعُ مزاجَك في المهام.. اعملْ حتّى في أسوأ حالاتِك! لا تقُلْ: سوفَ أفعلُ كذا وكذا، ولكن بعدَ انتهاءِ هذهِ الضغوطاتِ أو بعدَ تحسُّنِ ظروفي.. لا تنتظرْ، اعملْ، ولا تتبعْ هواك.. اعملْ، لكي تصل.. لا تنتظرْ الإجازةَ لكي تحفظَ القرآنَ، احفظ القرآنَ في أيّامِ الدارسة.. وقِسْ هذا المثالَ على جميعِ أمورِ حياتِك.. الظروفُ لا تنتهي، ولكنَّ العمرَ يمرُّ، ولا ينتظرُ أحدًا.
تريد الهمة! أطفئ هاتفك، وتوقف عن سماع الموسيقى والأغاني، واقرأ القرآن، وحافظ على الأذكار، واقتل كلَّ فراغ، وطهّر قلبك من الشهوات، وحياتك من المعاصي. القلب وعاءٌ إن لم يمتلئ بالخير، ملأته نفسُك بالسوء، ومن كان السوءُ بضاعة قلبه فلن يجد إلى الهمة سبيل.
تريد الصبر! لا تتابع تطبيقات الميديا، ولا تُشاهد "الفيديوهات القصيرة أو shorts" فهي تقتل وقتك، وتُذهبُ صبرك، ولاتزيدك إلا سوءًا وسيئات. أما قالوا اسمع نصيحة مَنْ جرّب! إنني المجرّب على نفسي، الخبير بمداخلها وهفواتها وهذا نتاجُ ما وصلتُ إليه.
قد ابتلينا في هذا الزمان بمشتتات كأنها جيشٌ عرمرم، لا ينجو منها صغيرٌ ولا كبيرٌ إلا من رحم الله. تطبيقاتٌ تُهلك الوقت، وتقتل الفكر، وتحرِق الحسنات، وتُبدِد الهمة، يجوز القول عنها أن شرها أكثر من نفعها. على قارعة كل تطبيق شياطينٌ من الإنس يدعونك إلى التفاهة والضلال.
ليس بينك وبين القرآن لقاء أخير، إن أحسنت صحبته، فهو معك فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض .. { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور }