#مشهد_خارج_عن_النص: على طاولة الطعام المليئة بكل ما لذ وطاب، لم تستهوني سوى شفتيها. حاولت الاقتراب، لكن ابتسامتها تحولت إلى رفض قاطع وقالت: "كُل ما يسد جوعك، أنا لست تفاحة شهية لهذا الحد." أمام شاشة التلفاز، أهدرت ساعتين من عمري وهي تشاهد فيلمًا سخيفًا من إنتاج ديزني. كرهت بشدة الرجل الذي خطرت له هذه الفكرة. في غرفة النوم، افتعلت شجارًا لا معنى له؛ أرادت أن تنام وحدها على السرير الكبير الذي يسعنا معًا. أقسمت أن حجمه لا يشكل عائقًا، لكنها لم تقتنع. لم يخبرني أحد أنه كان عليَّ أن أطلب جناحًا بلا أسِرّة. في يومنا الاول تحت سقف واحد، تخاصمنا، حاولنا عقد صُلح انتهى بالفشل. حكمت علي بالنفي، وكان نقاشنا الحاد كفيلًا بأن يتركني حائرًا. دموعها التي لا أعرف إن كانت صادقة أم لا، انتصرت في النهاية، ورفعتُ لأجلها راية الاستسلام. وعدتها بألا أفعل أي شيء يتجاوز حدودها. نظرتُ في عينيها ورددتُ خلفها اليمين، مُكرهًا. غفت وهي تحتضن نفسها، بينما بقايا دموعها ترتسم على وجنتيها، وأحمر شفاهها يقف كحاجز بيني وبين انتصاري الأول. شعرتُ بالهزيمة، لكنني أقنعت نفسي: "امرأة مثلها .. إنه لفخر أن أُهزم أمام عينيها." أمضيت ساعات أتأملها. منحتُها كل الورود، وخبأتُ لها في قلبي كل الحب، لكنها رفضت أن تأخذ منه شيئًا. أعرفها؛ لا شيء يغريها. إنها امرأة تدعوك للحياة ثم تهرب، فتجعلك تلهث خلفها. امرأة إن حضرت، ألغت وجود الآخرين، وإن غابت، ستترك كل شيء وتبحث عنها. هي امرأة تقتلك بنظراتها، وتجعل صمتها انتظارًا لا نهاية له. حتى لو كنت تراها كل يوم، تبقى مشتعلاً بشوق دائم إليها. ها هي تنام هانئة وأنا هنا مذ عرفتها أعاني ويلات الأرق، الشوق، والرغبة في احتضانها. قررت أن أكسر يميني وأكفر عنها غدًا .. الآن الفرصة مواتية ولن أضيعيها مهما كان الثمن .. اقتربتُ منها، عازمًا على تقبيلها. لكن فجأة، استيقظت وهي غافلة. كان بيني وبين هذا النعيم مسافة صغيرة لم يهتم العلماء بتقديرها أو تسميتها حتى. أغمضت عينيها مجددًا، فتوقف الزمن. شعرت أن العالم كله تواطأ معي لأعيش هذه اللحظة. أصابعها الرقيقة تشابكت مع أصابعي، وكأنها تُعلن أنني وجدت ما كنت أبحث عنه. لن أنسى تلك اللحظة. تنفستُ هواءً خرج للتو من رئتيها، وشعرتُ أن رعشة يديها أصدق من ألف كلمة. كان كل شيء إعلانًا أنني أخيرًا عثرتُ على حلمي الذي انتظرته طوال حياتي. والآن، أنا رجل يحمل اسمها كوسام شرف، كهوية أفتخر بها أمام العالم، وكذكرى تجعلني أتمسك بالحياة. #داري. #نُودين_بِت_مِن_حُب. #ننس_تمدين.