سلامٌ على أبي النائم في مرقده البرزخيّ..!
صعدت روحك النقية إلى بارئها،
ولكنها موجودةٌ هنا.. في منتصف قلبي تماماً، ممزوجةٌ بروحي..!!
يقولون أنّك رحلت.. ولكنك حيُّ بداخلي،
يقولون أنك رحلت.. ولكن ما بالي أراك أمامي في كاملِ تفاصيل حياتي، من أجَلِّها لأصغرها ...
تفاصيلي التي شاركتنيها ولم يغب أثرك عنها يوماً.. إتضح أن بصمتك فيها مترسخة، أينما حللتُ تجذبنُي نحوها..!!
أثرُكَ متربّعٌ في كلِّ تفصيلة.. في أكلي، في شربي، في صحوي، في منامي، في دراستي، في عملي، في اختيارات حياتي، في عبادتي، وكل تفاصيل حياتي..!
ألهذه الدرجة تركتٕ شذاك في كلّ الأشياء؟!
أما عن الذكريات.. فلا أدري أهي في صفي أم ضدي!
فتارةً أشتاقها فتأتي وهي تجرجر قريناتها دفعةً واحدة، وتارةً هي تناديني فتحصرني عند زاوية العقل إلى أن تتناثر شلالات الدموع في الإنهيار، ثم يمتلئ القلب غصةً وكأنه سيخرج من مكانه...!!
كيف أقنع قلبي بفكرة الصبر..؟!
كيف أقنعه بأني لن أكحل عينيً مرةً أخرى برؤيتك؟! وأن قادم الأيام ستكون بدونه؟!
كيف أقنعه بأن نصيبنا من رفقته كان بهذا القدر فقط؟
حقاً إنّ الصبر مرٌّ، كالحنظل، وقاسٍ كالصخر، وثقيلٌ على القلب كالجبل..!!
ليت الآباء لا يرحلون..
فإنّ الشوق من بعدهم لا يطاق..!!
كنتَ كنسمةٍ أسعدت من حولها ثم رحلت فجأة عن الأنظار بدون سابق إنذار..!!
أهذا نصيبنا منك في هذه الدنيا؟ والله لم يكفينا.. قليلٌ جداً.. سنشتاقك كل يومٍ أكثر من قبله،
يبدو أن روحك كان أطيب من أن تظل أكثر في هذه الفانية فاختارت الخلود إلى جوار ربها،
يبدو أنٍ الله اشتاقك أيضاً فأخذك بعد عمرٍ قصير إلى جواره،
طبتَ يا أبي عزيز قلبي وطابَ مثواك.. إلى أن نلقاك من جديدٍ بإذنه تعالى في جنات الفردوس.
#نسيبة_بشير 💌