_"ضحكت" .. الجاني منك ما عايزة عرس الفجأة.
=أجرب يمكن الموضوع يعجبني.
ننا: تتحبسي معاي تعرسي معاي ما بتورط براي.
=لالا ما عايزة أتورط .. إتورطي براك.
فضلنا نكتب الحاجات الضرورية .. بعدها طلعنا ننا مشت بيتهم وأنا رجعت البيت فطرت وإتدوشت لبست لي عباية وطلعنا سوق أمدرمان ..
___
سوق شعبي في وسط مدينة أمدرمان العريقة .. يشتهر بالزحمة والأجواء الحارة .. إلا إنه رغم كده يُعتبر البُقعة المُفضلة لغالبية سكان الخرطوم من أقصى الشرق للغرب .. كل حاجة فيهو مفعمة بالحياة .. بداية من موقف الشهداء لآخر دكان في شارع الأسكلا شرق ولحدي أخر دكان في شارع الشنقيطي من الغرب .. اول ما تدخله بتسمع أصوات التجار وهم بغنوا لبضاعتهم بألحان غريبة وكلمات من وحي أفكارهم .. أصوات الناس وهم بتفاصلوا مع التجار في السعر :
_والله يا بت العم ما بتجي ياخ.
=خليها لينا المرة دي ونبقى ليك زباين.
_خلاص شيليها بس ما تفوتوني المرة الجاية أحفظوا المكان.
=حفظناهو عديل.
ألوان مبهجة وبضاعة أشكال ألوان .. الاحذية وملابس الاطفال .. ستات الغرز والأعمال اليدوية .. العدة وترابيز الطرح والشرابات .. ستات الآيس كريم وفول المدمس والسمسمية .. وصوت نداء من كل ناحية بقول:
_حصصل الجرد .. حصصصصل الجرد يا .. الليلة ببلاش .. حااااصل الجرد.
ممر ضيق نحو شارع عمارات الدهب ودكاكين الفاضلابي .. سوق الأقمشة ودكاكين الجملة .. وسط البهجة دي ننا وقفت وسألت:
_نبدا بالأقمشة عشان أشتري قماش فستان الحنة؟
نود: قدااام ارح.
دخلوا محل أقمشة وهدى قعدت في أقرب كرسي خلتهم يتفرجوا ويتهامسوا في الإختيار ..
_اللون ده خرافي صح؟
=عندك فستان بيهو .. لازم تلبسي حاجة ما حصلت.
_عزيز بحبه علي.
=ننا الحنة دي لينا نحن .. بعدين في بيتكم ألبسي لعزيز كل اللانجري باللون ده.
_إتأدبي خالتو هدى حتسمعنا.
=خلاص ما تعصبيني عشان ما أقول كلام ما ياهو قدام نسيبتي.
_"ضحكت" .. تطورات لكن.
=هسسس .. شوفي اللون ده حيجي درررعة فيك.
_أممممم .. ياخ ما حاساه.
=طيب ده؟
_ما بجي مع لوني.
=وده؟
_أممم مخططة اشتري توب باللون ده.
=ننا رايك شنو تلبسي أحمر؟
_واو فكرة دررعة والله.
=أحمر ستان وعليهو حركة كده بالقرمصيص حأطلع عروس بس.
_ما إنتِ أصلًا العروس لو نسيتي يعني.
=أيوة صح نسيت .. ياريت تقولي كده كتير عشان تذكريني.
_حأعرس وما برحمك.
=لما تعرسي أنا بكون ضُقته قبلك وما بفرق معاي.
_شنو هو؟
="ضحكت" .. العرررس العرررس أقسم بالله العظيم.
_إنتوا تافهين شديد ما عارفة أنا مصاحباكم كيف.
="غمزت" .. أنا ومنو؟
_كلكم ما عدا عزيز بس محترم.
=طيب لو قلت ليك عزيز بنفسه قال لي مافي زول محترم.
_أنا ما زول؟
=لأ إنتِ خليك بالجنبة.
هدى نبهتهم .. أها ما رسيتوا على بر؟
أخيرًا إختاروا قماش للعروس .. ونود وصت صاحب المحل يحجز ليهم
طاقة بتاعت قماش عجبا .. عشان تجي مع البنات ياخدوا ويقصوا بيهو فساتين طقم.
بعد لفة في السوق .. وإشتروا كل الحاجات المهمة .. دخلوا كافتريا "البركة" .. شربوا عصير وأخدوا نفس شوية من لفة السوق وبعدها رجعوا البيت مبسوطين.
_______
"في بيت الزمراوي"
في جو العصر اللطيف هدى مسكت كباية الشاي وقعدت في كرسيها إنتظرت أولادا جوا .. علي وعثمان وكريم دخلوا مع بعض سلموا عليها ونادتهم ..
=تعالوا يا أولاد.
علي: ماشي المركز يا أمي في حاجة؟
=إنت أمشي راضية عنك.
عثمان: ونحن ما راضية عننا ولا شنو يا حجة؟
كريم: أسكت ما تجيب العيد.
_تعالوا أكب ليكم شاي وعندي ليكم موضوع.
جوا قعدوا وكبت ليهم شي .. كل واحد مسك كبايته بتوتر
هدى(بابتسامة خفيفة): عثمان وكريم، عايزة أتكلم معاكم في حاجة مهمة.
كريم عاين لعثمان: شكلو جبنا العيد.
عثمان: يا أمي والله ده كريم هو الأكل الكيكة بدون ما يسأل.
كريم: كويس يا حيوان تاني ذكرني لو أديتك معاي حاجة.
هدى(ضحكت) : لكن ما لقيتك يا عثمان .. ما قايلاك خواف كده .. اساسًا الكيكة بتاعتكم وده ما موضوعي المهم.
عثمان: هووي الخواف ربى عيالو.
كريم: أمشي يا جبان.
هدى (بجدية) : ممكن أعرف عاملين شنو في حياتكم العاطفية؟
كريم (بحرج): يا أمي مالك هسي خلينا في الكيكة وأنا أكلتها لأنو الأكل كله بارد وما لقيت الولاعة عشان أسخنو .. أموت من الجوع يعني ولا كيف؟
عثمان(ضحك على رد فعل كريم): يا أمي دي أول مرة تسألي سؤال زي ده .. شنو الحكاية .. كريم إنت عملت شنو متوتر كده؟
هدى: (بهدوء وحنان) ما في حكاية .. إنتو كبرتوا وأمي بتقول جناك إن كِبر خاويهو .. عايزة أعرف إنتوا بتعملوا شنو في حياتكم وهل مبسوطين وعايشينها ولا لا؟
كريم (بخجل ): أنا .. ما عارف أقول ليك شنو يا أمي .. صراحة ما إتوقعت سؤالك وأظن إنتِ عارفة إني عامل رايح منك وحبوبة أكيد كلمتك بالموضوع.
هدى: كلمتني وعايزة اسمع منك.
كريم(بلع ريقه وإتشجع) : أنا بحب نود وعايز أتقدم ليها رسمي.