قد يكون معك حق ولكن الطريقة التي تقول بها ذلك ضعيفة وغير مسموعة، بينما هناك من يقول زيفه بقوة و هو يحدق فيك دون خوف. الحق لا ينقذك لمجرد أنك تملكه بل لابد أن تنفخ فيه القوة ليصبح روحاً أخرى بجانبك قادرة على حمايتك.
مزاجي يؤثر فقط على تصرفاتي الآنية ولكنه بعيد عن عاطفتي إذ تبقى العاطفة ثابتة و التصرفات تتبدل، ولكن الآخرين لا يفصلون بين الإثنين فيعتبرون تبدل تصرفاتي دلالة على تبدل عاطفتي، حسناً لا أستطيع قبول هذا الأمر فأنا أحب في الغضب والرضى في الفرح و الحزن ولا يختلف داخلي شيء من ذلك.
قد يعيش الحزن بداخلنا لمجرد أننا لانريد أن ننزعه بعيدًا، وقد نبقى تُعساء لأننا لم نتمكن من التخلص من أشخاص وأشياء تؤلمنا، وقد نبقى منهكين لأننا لم نتوقف عن الركض خوفًا من الوقوع أو المواجهة، وقد لا نستطيع النجاة بسبب إختيارنا للغوص بدل العوم في باطن بحار الأرض المالحة، وكل هذا يسمى بالقوة المفرطة التي نختارها بأنفسنا ظنًا أن بها السلام ونتلبسها وكأنها راية الشجاعة؛ ولكن الآخرين لايروننا كما وصفت بالأعلى! انهم يروننا أحجارًا لا طين كهيئتهم.. يرونك من صُلبك لا تشعر! يحزنوك، يعبثون بك، يحبطونك، ويتبادلون الكلمات الجارحة بينهم خفية والضحية هي أنت! وكل هذا لماذا؟ لأنك لم تكن صادقًا مع نفسك بالبداية ولم ترشدها لطريقها الصحيح وهو مواجهة الأزمات مهما كلفك الأمر من الجهد، فعندما تتحمل كل هذه الأوزار السابقة على عاتقك وتتماشى بها بين الناس بكل صلابة وتتقبل كل مايحدث معك دون كلمة رفض أو مقاطعة، ستكون النهاية وخيمة وأشبه بصفعة قد لا تنساها بتاتًا مادمت حيًا؛ واجه ماضيك وأمضي عنه خطوةً خطوة ولا تتجنب فكرة واحد مهما كانت صغيرة قولًا بأنها لاتعني شيئًا؛ بل المشكلات الصغيرة هي التي تُغذي الكبيرة كي تتكاثر بداخلك إلى أن تنفجر.. لايهم كيف يرانا الآخرون! المهم هو كيف سنشعر غدًا وكيف سنكون ممتنين للحظاتنا مع أنفسنا؛ محاولين إصلاح أكبر عدد من أخطائنا لأجلنا فقط..
واليوم.. أستطيع الحديث عن كلَّ مامضى! وكأنّه شيء لا يخصُني أبدًا! تخطيتْ؟ ربّما، ليس تمامًا، لكنني على الأقل لم أعُد أهرب من ذكرياتي! دعني أخبرك سرًا، نحن لاننسى ياصديقي! تلك الحكايات لن ترحل مع الريح، ستظلُّ هنا، في هذا القلب! ستتراكم وتتراكم، ستؤلمه لليالٍ طويلة، لكنّه في لحظة ما، سيجعل منها محطة للعبور لا أكثر وعندها سيتلاشى ذلك الحنين المؤذي، سنتوقف عن البكاء، ثم نبتسم ببرود! كما لو أننا نُلَوَّحُ لمسافر، صدّقني، هكذا سينتهي الأمر.
أنا أحتقر هذه النوعية من الكتب التي تخبرك كيف تعيش، كيف تجعل نفسك سعيدًا، الفلاسفة ليست لديهم أخبار جيدة لك لهذا العالم، يجب أن تصدق أن المهمة الأولى للفلسفة هي جعلك تفهم عمق القرف الذي تعيشه.
عندما يكون الإنسان أكثر وعيًا مما حوله، قد يشعر بأنه غير مقبول من قِبل الآخرين، فيراه البعض مختلفًا أو متخلفًا أو غريبًا، لأنه ينظر للأحداث من منظور منطقي وعميق، فحين يسبق الإنسان زمانه ومجتمعه بوعيه يعيش غربة حقيقية.
"عليك أن تقبض على إنسانيتك حين يرخون عنها قبضاتهُم، عليك أن تكون إنسانًا قبل أن تكون ذكيًا و غنيًا و نظيفًا و مُثقفًا، تسقُط الأشياء جميعُها إن سقطت إنسانيتك"
لا أحد يعلم مدى صعوبة ان تكون انت الجانب القوي في حياة من حولك انت من يدفعهم للمقاومة تساعدهم على إيجاد الطريق وتنتهي هنا عند هذا الحد ولم يلاحظ أحد كم انت تائه وإلى اي عمق انت غارق.
أنا أعتقد أنني أُحارب، أُحارب كل تلك المزاجيه التي تسكنّني اليوم و كل يوم أُحارب أفكاري السوداء، تدفعني للهروب إلى اللامكان، تظهر في صوره عصبيه و حزنٍ دفين، اليوم و كل يوم لا أنام الليل. أحلم بكوابيس سوداء اللون الجميع يصرخون وأنا فقط اتمني لو كان لرأسّي زرّ يمكنه أن يطفأها. اليوم و كل يوم أحاول تزييّن معانتي بكلمه طيبه، إبتسامة عابره، ألوان مُبهجه. رُبما أفشل و رُبما أنجح ولكنني أحاول.
مرحبًا، هل أنت يمني؟ إذن أنت رهينة.. درع بشري.. يد عاملة للإهمال.. لاتشتكي من تردي خدمات الإتصالات، لاتتذمر من إضطهادك حكوميًا، لاتنتظر إصلاحات أو تطور.. توقف عن الحلم، أنت هنا ليسرقوك و تموت.. أنت يمني أتفهم؟!! مجرد يمني.. أغلق فمك و أذنيك.. ستنفجر قريبًا!
ٲن تكون في هذه الدُنيا يمنياً، هذا يعني ٲنك مجرد أرقام تسد فراغ الورق، أو أوعية لصدقات الإغاثات، او قل شريطاً ٳخبارياً ل فزاعة الاعلام؛نحن نقطن في العالم الأدنى، أتينا الحياة من الباب الخلفي، او بالقفز من فوق السور، ليس لنا حق في العيش، ولسنا من المعترف بهم ٳلا في قلوب الٲُمهات!
لا بأس بقليلٍ من الألم لتصبح شخصًا واعيًا وأكثر حكمة، الحكمة لوحدها قادرةٌ على إصلاح الكثير من الإختلالات كتفريغ محتواك العاطفي وتخديرك بالجديّة، الحكمة كبسولة إنسانية لا يضاهيها دواء فهي الدواء الوحيد القادر على إجهاض سلبياتك، ومحو أنبل العواطف!