كلَّ ليلةٍ أحاولُ أنْ أذكِّرَ نفسي أنَّها إن بذلت أوسع ما تقدر من الأسباب ولم يشأ الله ما نالت شيئًا، وأنَّها إذا حرصت كلَّ الحرصِ على شيءٍ لن تنالَه ما لم يكتبْه اللهُ لها، وأنَّها لن تتّقي من الشرِّ سوى ما يصرفُه اللهُ عنها، وأنَّ ما أصابها ما كان ليخطئها، وما أخطأها ما كان ليصيبها، ليس لي من الأمر شيءٌ والأمر كلُّه لله، لن ينفعني جهدي ما لم يسدِّده الله، ولن توجدَ الأسباب ما لم يُهيئها الله، إن يمسسني بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو، وإن أرادني بخيرٍ فلا رادَّ لفضله.
فتهدأ نفسي وتسكنُ وتتحرَّرُ من الأسبابِ والدُّنيا وتتعلَّقُ بالله، والله غالب على أمره.
وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى، فكن بجوار الرّامي تسلم!
والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون!
وهكذا تمضي باللهِ وللهِ.