دَواخِلي.

مَن أَسميتهُ طَمأَنينتِي يُبكِيني ليلاً.

عَجيب كَيف كُنت أَرى بِك الوَطن
، وَما كُنت إِلا مَنفى.

رُبما فِي يَومٍ مَا سَأَتصرف كَمُحبٍ قَد فَارق عَزيزه حَقاً وَأَترك لا أُباليتي لكِن اليَوم وَكسائِر الأَيام أَنا حَقاً لا أَهتم.

وَجوده مَعي يَشفي الكَثير بِداخلي
يُعانق روحِي المُتعبة وَيقبلها بِبطئ
يُحاوطنِي بِدفئِه الحَنون فاتسائِل...
كَيف عُشت كُل هَذه الأَيام مِن دونِك؟
أَين كُنت عَني؟ لِم لَم التَقيك مِنذُ البِداية؟

لغةُ صَمتِكَ مُبهرة.

تِلك اللَيلةُ حَبيبَتِي، عندمَا زُرتِني فِي حُلمي وَرأيتُ عَيناكِ اللامِعة وَقفتُ بَعيدا لكِي أُلملمُ شُتاتَ نَفسي التِي تَبعثرت، نَجمتان مِن السَماء سَكنت مُقلتاكِ، مَلاكٌ فَالنور الذِي حَولكِ أَضائنِي وَلا يُمكن لِإِنسٍ أَن يَملك هَذا الوَهج.

ضَائِعٌ بَينَ زُحامِ الذِكرياتِ.

اليَوم تَألمتُ كَثيرا لِأَنني أَدركتُ
مَا أَصبحت عَليه عِلاقَتنا أَدركتُ
بِأَنني لن أَبادر بَعد الآن وَأَنت
لَن تَأَتي وَتعتذر أَدركتُ بِأَنني
قَد أَخسر رُوحاً كَانت مَعي
طَويلاً أَدركت بِأَننا نَبتعد عن
بَعضنا بِأَستمرار وَأَدركتُ الكَثير
مُن الأَشياء التِي تَعلقُ بِحنجرتي
كُل ليلة كَغصه تَخنقني تَمنع النَوم
مِن زِيارتي.

يُفتشُ فِي ذِكرياتِه التي تَحتضنُ
فَقِيدهُ بِهدوءٌ مُريب خَوفاً مِن الإِنهيار.

هَل يُمكنك أَن تُحبنِي كَما تُحب الشِتاء؟
أَن تَراني مُميزاً كَأَول مَرة تَرى الثَلج وَالمَطر بِها.

لَم كَان عَلى الأَمر أَن يَبدو هَكذا؟
أَبي.. هَل يَتهيء لِي أَم إِنك الآن تُحاربنِي؟

طَوال حَياتِي كُنت مُؤمن بِأَنعدام الأَبد لأَي شَيءٍ فِي هَذه الحَياة لكِن حَبيبي وَمنذُ عَرفتك أَود أَن أَتخلص مِن هَذه الأَعتقادات أَود أَن تَبقى مَعي إِلى أَن أُفنى، آِلى الأَبد الذِي سَأَؤمن بِه مِن أَجلك.

١١:١٨

أَقف بِالقُرب مِن نَافِذة مَنزلهم أَستمع لِغِنائِها بِينما قَلبي يَكاد يُغادرنِي مُحتضناً إِياها، كَما دائِما فِي مُنتصف اللِيل تُغني بِصوتها الحَنون الآسر لكِنه حَزين وَكانَ صَدى كَسر روحهَا يُسمَع أَقف مُغمِضاً عَيني وَ اتسائِل حَبيبتِي مالذِي بِك؟ لِم كُل مَا حَولك هَادئٌ وَيمتلئ لوَعةٍ؟ أَخبريني أَيتها المَلاك.

وبَعد رحَيلك لَم يَسكن بَيتنا إِلا السَواد.

رُبما أَنا الذِي لَم يُخلق لِلحُبِ.

أَنت لا تَفهم مَعنى أَن يُحبك شَخص مِثلي، لا تَعلم مِقدار المَخاوف التِي يَجبُ تَجاهلها مِن أَجلك، لا تَعلم مُعاناتِي.