💠 السيد العارف
💠يقول العلامة السيد منير الخباز عن أستاذه سماحة المرجع السيستاني في كتابه معالم المرجعية الرشيدة :
ترى كثيراً ممن يظهر نهمه بالعبادة ، وبروزه في ساحة العرفاء والمتعلقين بعالم الملكوت ، ولكن سيدنا الكبير - دام ظله - يتمثل في حركته وسلوكه بالمقالة المشهورة للعارف المقدس السيد علي القاضي ( أعلى الله مقامه ) : من وصل لم يقل ، ومن قال لم يصل .
فهو الذي يقضي الكثير من وقته في الخلوة مع نفسه ، وفوق سطح بيته ناظراً لقبة جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) متذكراً سيرته ، متأملاً في حياته ومنهجه ، فهو مصداق لما ورد في مدح جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : «يحاسب نفسه إذا خلا ، ويقلب كفيه على ما مضى » .
وهو الذي يعيش لذة خاصة بالذكر والنافلة ، ومع ذلك كله لم يظهر يوماً من الأيام انتسابه لعالم العرفاء ، ولم يتشدق بكونه من أهل العبادة والذكر ، بل كان أيام قدرته على الخروج من بيته يواظب على زيارة قبر جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وزيارة مسجد الكوفة بالذات ، والسهلة ، في أوقاتٍ لا يراه فيها إلا القليل من الناس .
كما أن علاقاته بالعرفاء الصادقين في النجف الأشرف لم يطلع عليها حتى بعض خواص المقربين لديه ، فالعبرة عنده بصدق اليقين بينه وبين ربه لا بالصورة السائدة بين الناس .
ولكن خير شاهد بذلك على تجذر نفسه العبادي ، وروحه العرفانية أنك إذا جلست عنده وجدته مصداقاً للحديث عن الصادق ( عليه السلام ) حين سئل عن قول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) : ” النظر في وجوه العلماء عبادة “ قال ( عليه السلام ) :
«العالم الذي إذا نظرت إليه ذكّرك الآخرة »
🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺📕 معالم المرجعية الرشيدة ص ٦٩
#مشاركة :
ابو باقر الموسوي
النجف الاشرف
يمكنكم مراسلتنا على
@welaaeya