«ولأن الفقد في الطريق كثير، والفِراقُ ديدنُ الطريق، وطِّن قلبك دائمًا أن لا يكون أحدٌ أعظم فيه حبًا من الله ورسوله، ووطِّن نفسك دائمًا أن لا تكون نفسٌ أقرب إليك من الله عز وجل، ثم اجعل كل ما يدخل قلبك وكل ما تألفُ نفسك بعدها من هذا الباب، وهذا الباب فحسب.. واملأ يا صاحبي كل المساحات في قلبك بالله ومن الله، حينها يكون ألم الفراق أملٌ باللقاء، ووجع الفقد لا يُسكِنه إلا الصبر والرضا بالله وبأقداره، لأن السائرين على هذا الدرب يعلمون أن الدنيا ليست المنتهى وأن هناك حياة بعد الحياة، فالغاية اللقاء هناك.. والبقاء هناك. وحين تأوي النفس ويسكن القلب إلى الله فكل العاديات من المحن بعدها تهون.. وفي الله عِوضٌ عن كلِّ مفقودٍ وغائِب».