『❥˓࿓↡ ࿐
أين يُدفن الأحياء؟
هنا في هذا المكان تحديدًا ،
في هذا الوطن بالتحديد 🇾🇪
في كل شيء وفي اللاشيء.
ألا ترى كم جثثا تسير في الشوارع؟
ألا ترى كم أرواحاً فارقت أصحابها ؟
ألا ترى كم أجسادًا خاوية من الأرواح؟
ألا تشعر برائحة الموت تفوح في الارجاء؟
أحلامنا تموت آمالنا تموت رغباتنا تموت أفكارنا تموت، واقعنا يموت وخيالنا يموت حياتنا تموت نحن نموت، كل شيء يموت.
ثمة شيء يتجول في الأنحاء ويقتل كل من تخطر في باله فكرة أو كلمة، أو ضوء طفيف، أو أمل صغير، شيء يشبه الجهل لولا أن
الجهل أكثر رأفة ورحمة، يشبه الخوف لولا أنه لا يخاف الله في أعمارنا، شيء يشبه الوطن لولا أن هذا الوطن منفى.
الجميع يشعر بالغربة هنا
أنا وأنت وتلك الشجرة في زاوية الشارع،
وذلك الطفل الكبير الذي يبكي بجوارها، الشوارع، والمنازل، والأرواح ،
كل شيء يشعر بالغربة هنا .
من نحن؟
أين نحن؟
كيف أصبنا بهذا الوطن؟
كيف أصيب بنا هذا الوطن؟
مَن مِنا يقتل الآخر؟
من الرصاصة مِنا ومَن الصدر؟
يد من تلك التي تضغط الزناد ؟
عين من تلك التي تُصوب نحو صدورنا ؟
أرفع عيني لأنظر فلا أجد شيئًا ، أعود فتثقبني فجأة رصاصة حزنٍ قاتلة،
أحاول أن أرى وجه قاتلي فيتلاشى،
أنظر إلى يدي فأجدها مليئة بالدم،
ورائحة البارود منها تفوح ، واصبعي على الزناد تقول لي؛ لا تنظر بعيدًا،
لا تبحث كثيرا ، أنت موتك، أنت حياتك.
أحاول أن أفهمها لكن سرعان ما يأخذني الدوار والإعياء إلى مكان آخر، مكان فارغ، مكان أشبه بحياتي لولا أنه أشد ظلاماً ، وأكثر فراغاً.
ثمة صوت يهمس من كل مكان؛
أين أنت
من أنت؟
إلى أين تمضي؟
وصوت آخر يتمتم في رأسي
إبحث عن نفسك جد نفسك، إسمح لنفسك.
أرد بصرخة يملؤها الغضب ؛
كيف وكل شيء هنا مظلم؟
وهل ثمة شيء هنا أساسًا حتى أجده؟
لم آتي إلى هنا برغبتي حتى أعرف أين أمضي! كل الجهات متشابهة
أي درب أسلك؟
وهل هناك درب أساساً ؟
كيف ألوم الخطوات المترددة..؟
وكل الطرق موحشة.
كيف أعلم أي اليدين هي يدي اليمين ؟
كلاهما ترتجفان.
كيف يجد المرء نفسه في مكانٍ لا يستطيع أن يجد فيه ظله ؟
صغير أنا بالكاد أملأ ،ملابسي،
فكيف أملاً كل هذا الفراغ ؟
كبير أنا لم يسعني العالم كله،
فكيف يسعني هذا الفراغ ؟
هذا الفراغ الذي بات وطناً لنا لفرط ما عشنا فيه، ما هو إلا منفى سنغادره ذات يوم ونملءُ الحياة حياة، حينها ستعلم من أنا. وسأخبرك
أين أنا، حين أكون في المكان الذي أجد فيه نفسي، لأن كل مكان لا نجد فيه أنفسنا ما هو إلا منفى، وما نحن إلا غرباء سنغادره ذات يوم.
وسأخبرك إلى أين أمضي، حين ينقشع هذا الفراغ المحيط بحياتي، حين يغادر شارعنا هذا الموت البطيء، حين يصبح لدينا درب، حينها سأخرج وأركض، وسيسمع العالم أجمع صوت خطواتي وأنا أغادر مقبرة الأحياء هذه.
من هذا الفراغ القاتل ستولد الحياة، وفي هذا الظلام ستوقد شمعة أمل تضيء الدنيا، ومن تلك الخطوات المترددة سنصنع دربًا لكل التائهين
وهذه اليدين المرتجفة ستعانق الحلم ذات
يوم بلا شك...!! ♡