لا رغبة لي في شيء
لا حلاوة المحبة تشدني
ولا لذة الحياة تطيب لي
لا خوف ولا جزع مما هو آت
ولا ندم ولا حسرة على ما مضى
يسكنني الهدوء وأسكنه ، يعتريني صمت مريح ، أمُر على كل شيء بخفةٍ ولا يمر
بي شيء ، يحاول ، ربما لكن لا شيء يلمسني بحق.
تمر كل الفصول ، لا السماء تمطر ولا الأرض تشتكي الظمأ لا الأشجار تُزهر ولا الخريف يحضر، وثمة نارّ في الجوف تُحرقني ومازال مظهري أخضر وعيناي ماتت فيها الدموع ، والحديث لم يعد سهلًا كما كان ،
والقلب لا يشكو شيئًا ولا يأمل.
ثمّة أمرٌ ما حدث لا أعلم ما هو
لقد حدث الكثير مؤخرًا ، الكثير من
الأشياء التي تُطفئ الروح ، ولم أكن منتبهاً إستيقظت متأخرًا وكان كل
شيء قد انتهى ، مع أنني لم أنم...!
هكذا فجأة وبلا أي مقدمات
تغير كل شيء ، أنا والحياة ،
والبهجة التي كنا نسكنها لم يعد فيها الآن متسع لإبتسامةٍ واحدة
والأُلفة التي كانت تملئُ أرواحنا
إمتلأت الآن بالوحشة ، والأحلام التي
سهرنا نصنعها معًا غدت اليوم كابوسًا ،
وأنا لم أتأثر بكل ذلك، والحياة لم يعد فيها
متسع لفرص أخرى.
ماذا حدث؟ لا شيء.. لم يعد الأمر مهماً على كل حال وليس لي رغبة
في التذكّر على الرغم من أنني لا أقوى على النسيان.
لا أرغب في شيء
كل الأشياء التي ركضت إليها لم تتحرك بإتجاهي شبرًا واحدًا
كل الأشياء التي أنظر إليها تُشيح عني
كل الأشياء التي أنتظرها لا تصل
كل الأشياء التي أتمناها لا تحدث
حتى في مخيلتي
كل الأشياء التي أحبها تعذبني ...!!