الزواج جسرٌ منطقيّ لعبورِ الهموم الثقيلة إلى همومٍ أثقلَ، يخفُّ وطئُها بمؤالفة طبعينِ مذهبهما أنّ النفس تحتاجُ من يكمّلها بدفءٍ، وحبٍّ، فيهما المودةُ كأساس!
فيكونُ السكنُ هو الملاذُ الذي يصقُل الصخرَ، ويهذّبُ الطبعَ، ويؤنسُ الوحشانَ، ويركلُ كلّ المشاعر الأخَّاذةِ من قبيلِ النقص، وما ركنَ -منّا- عزبٌ إلي مذهبٍ شاذٍّ عنه إلا كان عهدُهُ شوقّا مذهبًا للوقارِ، خافِتًا للوضاءة، ضاربًا في معايير النفسِ السويّة!
غايتي من الزواج. أن أكون في نفس الكفّة معه، وأن نكونَ في نفس الجهة، لا جهتين ويحارب كل منا الآخر لإجل ما يُبصره من جهته.
ألا أشعر كل صباح أنني أدخل معركة، وألا أشعر في حديثي أنني اقاومه، حتى لا يتغلب عليَّ يارب، أن تكون علاقتنا ليّنة وسهلة، أعيشُ فيها، لا أن أتعايش.
حياة بسيطة، ليست مفروشة بالورود، إنما أصحو كل صباح، أفرح بمجهودي الذي أبذله في البيت، لإنني أرى تقديره لي، في كل فعل بسيط
أن أعطي لإنني أحب العطاء، لا لإنه واجبي كزوجة. أن أنام كل ليلةٍ، دون أن أخاف من رمشة عيني، لإنني أثق، ولإنني أطمئن به، من أي خوف.
شبعتُ خسارات وهزائم، لا أستطيع أن أستيقظ يومًا ناظرة الى شخص آخر ويقع في نفسي أنه ضمن خيباتي، أرجو أن أنظر اليه، وأقول الحمدلله، وأَشعر معنى الحمد التام، في هذه اللحظة، رغم كل ما تضوجُ به الحياة.