📚#أحـاديـث_نـبـويـة📚((لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ ، فإنَّهُمْ قدْ أفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا)).#الراوي : عائشة أم المؤمنين
#المصدر : صحيح البخاري
📓#شـرح_الـحـديـث🖋لقدْ حرَص الإسلامُ على حِفْظِ أعراضِ المُسلِمينَ أحياءً وأمواتًا ، ونَهى عن إيذائِهم بالسَّبِّ والشَّتمِ.وفي هذا الحَديثِ نَهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبِّ الأمواتِ والإساءةِ إليهم ؛ لأَنَّهم قد أَفْضَوا إلى ما قدَّموا ، فوصَلوا إلى ما عَمِلوا مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، فيُجازيهمُ اللهُ تعالَى به ، فيؤاخِذُ مَن يَشاءُ بذُنوبِه ، ويَغفرُ لِمَنْ يَشاءُ منهم ؛ ولذلك لا يَنبغي القطْعُ لِأحدٍ بِجنَّةٍ أو نارٍ ؛ لأنَّه تعالَى هو المختصُّ بذلك القادرُ عليه ، ليس لأحدٍ في ذلك نصيبٌ.
● ورَوى التِّرمذيُّ عن المُغِيرةِ بنِ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال : «لا تَسُبُّوا الأمواتَ ، فتُؤْذوا الأحياءَ» ، فبيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِن أسبابِ النهْيِ هو ما يُحدِثُه ذلك مِن حُزنِ أقاربِهم ؛ فالنهيُ عن سَبِّ الأمواتِ فيه مُراعاةٌ لمصلحةِ الأحياءِ ، والحِفاظ على سَلامةِ المجتمعِ مِن التشاحُنِ والتباغُضِ ، أمَّا ذِكرُ الأمواتِ بالخَيرِ فقدْ شرَعه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، كما في حديثِ النسائيِّ عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «لا تَذكُروا هَلْكاكم إلَّا بخَيرٍ».
● وقد ورَد في الصَّحيحَينِ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه ، قال : «مَرُّوا بجِنازةٍ ، فأَثْنَوا عليها خَيرًا ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : وجبَتْ ، ثمَّ مرُّوا بأُخرَى فأَثْنَوا عليها شرًّا ، فقال : وجبَتْ ، فقال عُمرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه : ما وجبَتْ؟ قال : هذا أثنيتُم عليه خيرًا ، فوجبتْ له الجنَّةُ ، وهذا أثنيتُم عليه شرًّا ، فوجبَتْ له النارُ ؛ أنتُم شُهداءُ اللهِ في الأرضِ» ؛ فلم يَنهَهُم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذِكْرِ المَيتِ بالشَّرِّ ، وممَّا قِيل في الجَمْعِ بيْنَه وبيْنَ هذا الحَديثِ : أنَّ النَّهيَ عن سَبِّ الأمواتِ هو في غَيرِ المنافقِ وسائرِ الكفَّارِ ، وفي غَيرِ المتظاهرِ بفِسقٍ أو بِدعةٍ ، فأمَّا المنافِقُ والكافِرُ وصاحِبُ البِدعةِ فلا يَحرُمُ ذِكرُهم بالشَّرِّ ؛ للتَّحذيرِ مِن طَريقتِهم ، ومِن الاقتِداءِ بآثارِهم ، والتَّخلُّقِ بأخلاقِهم ، ومنه ذلِك الحديثُ الَّذي أثنَوْا على المَيتِ فيه شَرًّا ؛ لأنَّه كان مَشهورًا بنِفاقٍ أو نحوِه ؛ إذَن فالدَّاعي لذِكرِ الأمواتِ بالشَّرِّ هو حاجةٌ شَرعيَّةٌ إلى جَرْحِه.📚#الموسوعة_الحديثية📚https://dorar.net/hadith/sharh/13959