📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)). وفي رواية : زاد فيه
«وذكرٍ لله».
#الراوي : نبيشة الخير الهذلي
#المصدر : صحيح مسلم
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖌
الإسْلامِ دينُ السَّماحةِ واليُسرِ ، وفيه فُسْحةٌ للمُسلِمينَ بأنْ يُوَسِّعوا على أنفُسِهم وأَهلِيهم بالأكْلِ والشُّربِ في أيَّامِ الأعْيادِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
●
«أَيَّامُ التَّشْرِيقِ» وهي الحاديَ عشَرَ والثَّانيَ عشَرَ والثَّالثَ عشَرَ مِن ذي الحجَّةِ ، وسُمِّيَتْ بذلك لِتَشرِيقِ النَّاسِ لُحومَ الأَضاحِيِّ فيها ، وهو تَقْدِيدُها ونَشْرُها في الشَّمسِ لِتَجْفيفِها ، وهذه كانتْ حالَهم في زَمانِهم ، وفي هذه الأيَّامِ تكونُ لُحومُ الأَضاحِيِّ والهَدْيِ مُتوفِّرةً.
👈 فهي
«أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ» فلْيَأكُلِ النَّاسُ ويَشْرَبوا ولا يَصوموا فيها ، وأيضًا عليهم أنْ
يَذكُروا اللهَ ويَدْعوه ويَشْكروه على ما رَزَقَهم وعلى ما هَدَاهم.
❌ وقد نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صِيامِ أيَّامِ التَّشرِيقِ ؛ فقد جاء في صَحيحِ البُخارِيِّ عنِ ابنِ عُمَرَ وعَائِشةَ رَضيَ اللهُ عنهم ، أنَّهما قالَا :
«لم يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشرِيقِ أنْ يُصَمْنَ إلَّا لِمَن لم يَجِدِ الهَدْيَ» ، أي : إلَّا لِمُتمتِّعٍ أو قارِنٍ لم يَقدِرْ على هَدْيِ النُّسُكِ ، وهذا مِنَ التَّوسِيعِ على النَّاسِ.
👈 وفي النَّهيِ عن صِيامِ هذه الأيَّامِ والأمْرِ بالأكْلِ والشُّربِ سِرٌّ حَسَنٌ ؛ وهو أنَّ اللهَ تعالَى لمَّا عَلِمَ ما يُلاقي الوافِدونَ إلى بَيتِه مِن مَشاقِّ السَّفَرِ ، وتَعَبِ الإحرامِ ، وجِهادِ النُّفوسِ على قَضاءِ المناسِكِ ؛ شرَعَ لهمُ الاسْتراحةَ عَقِبَ ذلك بالإقامةِ بمِنًى يومَ النَّحرِ وثلاثةَ أيَّامٍ بعدَه ، وأمَرَهُم بالأكْلِ فيها مِن لُحومِ الأضاحيِّ ؛ فهُمْ في ضِيافةِ اللهِ تعالَى فيها ، لُطْفًا مِنَ اللهِ تعالَى بهم ورَحمةً ، وشارَكَهم أيضًا أهلُ الأمْصارِ في ذلك ؛ لأنَّ أهلَ الأمْصارِ شارَكُوهم في النَّصَبِ للهِ تعالَى ، والاجْتِهادِ في عَشْرِ ذي الحِجَّةِ بالصَّومِ والذِّكرِ ، والاجْتهادِ في العِباداتِ ، وفي التَّقرُّبِ إلى اللهِ تعالَى بإراقةِ دِماءِ الأضاحِيِّ ، وفي حُصولِ المغفِرةِ ، فشارَكُوهم في أعْيادِهِم ، واشتَرَكَ الجَميعُ في الرَّاحةِ بالأكْلِ والشُّربِ ، فصارَ المسلِمونَ كلُّهم في ضِيافةِ اللهِ تعالَى في هذه الأيَّامِ ؛ يَأكُلون مِن رِزقِه ، ويَشكُرونَه على فضْلِه ، ولمَّا كان الكريمُ لا يَليقُ به أنْ يُجيعَ أضْيافَه نُهُوا عن صِيامِها.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/21647